شهر تاريخ السود: “اعيدوا العبيد إلى بلادهم”

noirs-concordia_sn635عندما نتحدّث عن شهر أيّار مايو 1968 في فرنسا تتبادر إلى ذهننا فورا الأحداث التي رافقت الثورة الطلابيّة بأبعادها الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة والتي شكّلت مرحلة تاريخيّة في بلد الحريّة والعدالة والمساواة.

وقد تكون أعمال الشغب التي وقعت في مونتريال في شباط فبراير من العام التالي 1969 أقلّ شهرة ربّما من الأحداث الفرنسيّة.

ولكنّها شكّلت مرحلة مهمّة في تاريخ العلاقات العرقيّة في كندا من خلال قصّة تمييز عرقيّ غير إرادي على غرار ما يجري احيانا، كانت جامعة جورج وليامزWilliams  Sir George في مونتريال مسرحا لها.

و الجامعة معروفة اليوم تحت اسم جامعة كونكورديا، بعد اندماجها في العام 1974 بمعهد لويولا.

ولا بدّ من العودة إلى شباط فبراير من العام 1968 لمعرفة خلفيّات هذه الأحداث.

فقد اشتبه بعض الطلاّب من أصل كاريبي بأنّ أحد أساتذتهم عنصري.

وقدّموا طلبا رسميّا للإدارة للبحث في الأمر ونظّموا احتجاجات بقيت كلّها دون جدوى.

وبعد مرور سنة على حركة الاحتجاج التي لم تلق آذانا صاغية، بدأت ثورة الطلاّب فعليّا.

فقد تحصّنوا مع آخرين متعاطفين معهم في غرف المعلوماتيّة في الطابق التاسع من أحد مباني الجامعة.

واستوحت المخرجة نينا شام فيما بعد من هذه الأحداث عندما اخرجت في شهر أيلول سبتمبر  1915الوثائقيّ الطويل واختارت له عنوان “الطابق التاسع”

مشهد من الوثائقي الطويل
مشهد من الوثائقي الطويل “الطابق التاسع” للمخرجة الكنديّة مينا شام © National Film Board of Canada

.

ويروي الوثائقي في العمق قصّة الأحداث التي استمرّت 14 يوما ، وقصّة الطلاّب من أصل كاريبي الذين جاؤوا لمتابعة دراستهم الجامعيّة في كندا في العام 1960.

ويتحدّث عن أحد الأساتذة المحاضرين الذي كان يعامل الطلاّب السود بشكل مختلف عن الطلاّب البيض ما دفع بهم إلى رفع شكواهم للإدارة.

و نعود إلى الأحداث التي اندلعت في الحادي عشر من شباط فبراير 1969، حيث  تدخّلت شرطة مكافحة الشغب لوضع حدّ للثورة الطلابيّة.

واندلع حريق في الغرفة التي كان يتحصّن فيها الطلاّب في حين امتلأت الشوارع المجاورة بفريقين من المتظاهرين، أحدهما اعرب عن تأييده وتعاطفه مع الطلاّب المحتجّين في حين راح الفريق الآخر يردّد شعارات مناوئة من بينها: “أعيدوا العبيد إلى بلدهم” و “دعوا العبيد يحترقون”.

واعتقلت الشرطة الطلاّب وأدخلتهم السجن وعاد البعض منهم إلى بلدهم الأصلي.

واليوم، وبعد مرور 47 عاما على الأحداث، تتحدّث نانتالي اندونغو التي شارك والدها فرديريك كنيدي في الثورة الطلابيّة، عن مضاعفات هذه الأحداث على المجتمع الكيبيكي.

“أخشى ما أخشاه ألاّ أكون قادرة على تغيير أيّ شيء وألاّ أشعر بأنّني ساهمت بشيء” قالت نانتالي اندونغو.

وإذا كانت أحداث شباط فبراير 1969 قد أرغمت والدها على مغادرة كندا، فإنّ نانتالي تقيم في مونتريال وتعمل في مجال الموسيقى، موسيقى الهيب هوب، وهي عضو في فرقة نوماديك ماسيف Nomadic Massive.

وترى نانتالي  اندونغو التي تناضل من أجل حقوق السود أنّه لا بدّ من البحث في العمق  داخل المجتمع، في موضوع التمييز بكلّ أشكاله للحؤول دون وقوع حالات تمييز مستقبلا، كما حصل على سبيل المثال مع بعض المجموعات من سكّان كندا الأصليّين.

وتُثني على النشاطات الكثيرة لمكافحة التمييز ضدّ السود، ومن بينها الأسبوع ضدّ التمييز والأيّام ضدّ العنصريّة وسواها، وتختم مؤكّدة على أهميّة أخذ العبرة من الأحداث الطلابيّة  التي وقعت في جامعة كونكورديا في ستّينات القرن الماضي.

(راديو كندا الدولي/ القسم الفرنسي في راديو كندا الدولي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك

راديو كندا الدولي و راديو كندا يحيون شهر تاريخ السود

لوك سيمار
– مدير، تعددية وعلاقات مع المواطن

فيديو ( بالفرنسية)

Vidéos
RCI • Radio Canada International

سبر للاراء حول شهر تاريخ السود

شهر تاريخ السود يحتفل به في امريكا الشمالية و المملكة المتحدة فقط. هل تعتقدون أنه يجب الاحتفال بهذا الحدث في العالم بأسره؟

عرض النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...