تحيي كندا في شباط فبراير من كلّ سنة شهر تاريخ السود، وتجري احتفالات بالمناسبة في مختلف أنحاء البلاد لتسليط الضوء على مساهمة أبناء الجاليات السوداء في المجتمع الكندي.
وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب الكندي من أصل سنغالي أمادو با رئيس شبكة التراث الفرنكفوني الأونتاري Réseau Patrimoine franco-ontarien أنّه ينبغي بذل المزيد من الجهد للتعريف بمساهمة الجاليات السوداء في المجتمع الكندي.
وينبغي أوّلا حسب قوله، تعليم تاريخ السود في المدارس تماما كما هي الحال بالنسبة لتاريخ السكّان الأصليّين والأوروبيّين.
“من الجميل أن نحتفل، ولكن تاريخ السود جزء لا يتجزّأ من تاريخ كندا” قال الكاتب والمؤرّخ أمادو با.
وأضاف بأنّ تاريخ السود غير معروف وبدأ الكنديّون بالكاد بقبول دور السكّان الأصليّين، ولكنّه لا يجري الكلام على تاريخ السود كما قال.
“نريد أن نجد تاريخ السود في الكتب المدرسيّة، ليدرك أبناء الجاليات السوداء في كندا أخيرا أنّهم في بلدهم وأنّ أسلافهم ساهموا في بناء البلد” المؤرّخ والكاتب الكندي السنغالي أمادو با رئيس شبكة التراث الأونتاري الفرنكفوني.
ويرى أمادو با أنّه من المهمّ الحديث عن تاريخ السود منذ وصولهم إلى القارّة الأميركيّة.
ويأمل أن يضاف اسم المستكشف الأسود ماتيو دا كوستا الذي رافق بصفته مترجما المستكشف الفرنسي صمويل دو شامبلان مؤسّس كيبيك في أوّل رحلة له إلى اميركا الشماليّة.
ويأمل في أن يكون دا كوستا واحدا من بين الشخصيّات التاريخيّة التي يتمّ تعليمها لتلاميذ المدارس الكنديّة.
ويقول أمادو با إنّ ماتيو دا كوستا ساعد دو شامبلان في التواصل مع السكّان الأصليّين من شعب ميكماك في أكاديا في الشرق الكندي. وكان يتقن العديد من اللغات ومن الأرجح أنّه تنقّل في مختلف أنحاءالقارّة الأميركيّة كما قال أمادو با.
ويعتبر أمادو أنّ التعليم والتوعية على مساهمات السود أفضل وسيلة لتلقين الشباب مفهوم التعدديّة و محاربة التمييز المرتبط بالجهل.
ولا ينبغي توعية الشباب على تاريخ الجاليات السوداء في كندا فحسب وإنّما أيضا على تاريخ الجاليات الأخرى التي يتشكّل منها المجتمع الكندي في يومنا الحاضر حسب قول الكاتب أمادو با.
و يشار إلى أنّ أمادو با وصل إلى كندا في العام 2009، وقد صدر له عن دار النشر أفريكانا في العام 2019 كتاب بعنوان “القصّة المنسيّة حول مساهمة العبيد والجنود السود في بناء كندا”.
وتفاجأ عندما قادته أبحاثه حول تاريخ السود إلى أنّ تاريخ وصولهم إلى أميركا الشماليّة يعود إلى تاريخ وصول المستكشفين الفرنسيّين، وكان ماتيو دا كوستا أوّل الواصلين في العام 1605.
ويشير إلى أنّ ممارسة العبوديّة كانت موجودة في فرنسا الجديدة في أميركا الشماليّة ومارسها البريطانيّون خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، إلى أن ألغاها التاج عام 1833.
ويأسف الكاتب أمادو با لكون هذه الحقبة من تاريخ السود غير معروفة من الكنديّين.
ويضيف بأنّ مساهمة أبناء الجاليات السوداء في الحروب الكنديّة غير معروفة هي الأخرى، علما أنّهم شاركوا فيها منذ العام 1812 حتّى نهاية الحرب العالميّة الثانية.
ويعتبر أنّ الانخراط في الجيش كان بمثابة وسيلة لهم للتحرّر من الظروف التي يعيشون فيها.
( راديو كندا الدولي / راديو كندا)