“المستقبل هو الآن” عنوان اختارته الحكومة الكنديّة لِشهر تاريخ السود في كندا الذي تحييه كندا سنويّا في شهر شباط فبراير منذ 25 عاما.
وتجري احتفالات بالمناسبة في مختلف أنحاء البلاد، لتكريم أبناء الجاليات السوداء والاعتراف بمساهماتِهم في المجتمع الكندي، ودورهم في تشكيل التراث والهويّة منذ وصول أوّل رجل أسود ،المستكشف والمترجم ماتيو دي أكوستا، إلى البلاد أوائل القرن السابع عشر.
ويشكّل شهر السود فرصة للتعريف بأبناء هذه الجاليات التي لا يعرف الكنديّون الكثير عن تاريخهم منذ وصولهم إلى هنا هربا من العبوديّة في الولايات المتّحدة.
وبدأ الاحتفال بِشهر تاريخ السود للمرّة الأولى عام 1988 في مقاطعة نوفا سكوشا في الشرق الكندي، وتبعتها مقاطعة أونتاريو في عام 1993.
وفي عام 1995، تبنّى مجلس العموم الكندي بالإجماع اقتراحا تقدّمت به د. جين أوغستين، أوّل سيّدة سوداء منتخبة في مجلس العموم الكندي ، تدعو فيه لإعلان شباط فبراير شهر تاريخ السود في كندا، تثمينا لِمساهمات السود في تأسيس كندا وتراثها ونموّها وازدهارها، وتكريم مساهمات الجاليات السوداء في المجتمع الكندي.
ويتحدّث تقرير أعدّه راديو كندا، القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكنديّة، عن ثلاثة شبّان سود في مقاطعة أونتاريو، وعن نضالهم من أجل العدالة الاجتماعيّة.
والشبّان الثلاثة هم كادياتو باري (22 عاما) التي وصلت إلى كندا من سيراليون، والمقيمة في نورث يورك.
وكبرالحجّار (20 عاما) المولودة في هاميلتون في أونتاريو لأبوَين تشاديِّين والمقيمة في هاميلتون.
وستيفن منسا (20 عاما) المولود لأبوين من غانا، والمقيم في نورث يورك وستون، والمتحدّث باسم وزارة الشباب في تورونتو، TYC، وهي الهيئة الاستشاريّة الرسميّة للشباب في مدينة تورونتو.
ويعمل الشبّان الثلاثة على مواجهة العنصريّة الممنهجة، ويسعون للتغيير وعيا منهم بِالظلم الذي تمارسه مؤسّسات مثل الشرطة والمدارس والقضاء.
وتقول كادياتو باري، الكُبرى بين 6 إخوة وأخوات، إنّها تحلم بحياة أفضل، ويبدأ نضالها من المنزل حيث تعمل على توعية أشقّائها وشقيقاتها على عنف الشرطة، وعلى كيفيّة إسماع صوتهم.
وتقول إنّها سئمت ترداد شعار “حياة السود مهمّة” وسواه من الشعارات، وتناضل من أجل مساعدة الشباب على الاستفادة من شبابِهم بدل أن يواجهوا الإجحاف الذي يتعرّضون له يوميّا في حياتهم.
وتقول كادياتو باري إنّ التمييز الذي تعرّضت له كان الدافع وراء نضالها ضدّ العنصريّة الممنهجة.
وتضيف أنّها اتُّهمت بالسرقة عن غير حقّ، ومن المهمّ أن يعرف السود حقوقهم، ومن الفداحة أن يجلها البعض منهم أحيانا.
وتتحدّث عن العنف في المجتمع الذي تقيم فيه، وتقول أنّها فقدت عددا من أصدقائها بسبب العنف المسلّح، وتشير إلى حصول 86 حادثة إطلاق نار العام الماضي حسب تقارير الشرطة.
ورغم الوجه القاتم، فالحيّ الذي تقيم فيه جميل، وأبناؤه طيّبون، وهناك مبادرات حلوة باستمرار قلّما يجري الحديث عنها كما تقول كادياتو باري.
وتقول كُبرى الحجّار ، الشابّة السوداء المحجّبة، غنّها تتعرّض للتمييز بطرق مختلفة، وإنّ على الجاليات السوداء أن تناضل من أجل نيل حقوقها وإسماع صوتها.
وتقول كُبرى الحجّار إنّها تخاف لدى مشاهدة الشرطة، وأنّه لا مكان للشرطة في مجتمعات السود “إن أردنا دعم الشباب السود المعرّصين للتمييز” كما قالت.
وشاركت في العديد من الأنشطة، بما في ذلك حملة من أجل إلغاء برنامج اتّصال بين الشرطة والمجلس المدرسيّ في منطقة هاميلتون وينووُرث.
وتضيف أنّ التلاميذ اتّهموا المجلس المدرسيّ المذكور بالتمييز الممنهج.
وتطالب بتوفير ظروف سكنيّة أفضل وبِتمويل المنظّمات التي تُعنى بالصحّة النفسيّة.
ويقول ستيفن منسا إنّه يعمل على مواجهة التمييز في قطاع التربية، ويسعى لئلّا يمرّ الأولاد السود الصغار بالتجارب التي عاشها هو ورفاقه.
وأمضى 3 سنوات في غانا، أدرك من خلالها الفرق بين حياة السود في أفريقيا وأميركا الشماليّة، وأهميّة تعليم تاريخ السود في مدارس أونتاريو.
وأكّد على أهميّة إدراج تاريخ السود في المنهج الدراسي، وتمثيل الجاليات السوداء بصورة أوسع في الجسم التعليمي والإداري في المدارس، بما يعكس تعدّديّة الطلّاب فيها.
ويرى ستيفن منسا أنّ الإهمال وغياب الإرادة السياسيّة حالا دون تحقيق التقدّم، وما زال آلاف الصبيان والفتيات السود يعانون من عدم المساواة حسب قوله.
ويطلب الشبّان الثلاث أن تصغي السلطات والسياسيّون إلى مطالبهم، لأنّها أدرى بمعاناتهم وكيفيّة تلبية احتياجاتهم.
(راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة: