تظاهر عشرات الأشخاص أمس الأحد للتنديد بالظلم الذي عانى منه مامادي كامارا. وهو شاب أسود يعمل في معهد بوليتكنيك العريق التابع لجامعة مونتريال في مقاطعة كيبيك في وسط البلاد. وكانت شرطة المدينة قامت مؤخرا باعتقاله وسجنه ظلما لمدة ستة أيام. هذا وطالب المتظاهرون السلطات بـ “الإنصاف”.
التظاهرة نظمت أمام مقرّ جهاز الشرطة في وسط مدينة مونتريال.
وقد تم اختيار مكان التظاهرة للتنديد علنا “بالعنف الذي يمارسه عناصر من الشرطة، وبالتنميط العرقي الذي يقع ضحيته أفراد المجتمعات العرقية في المدينة الكوسموبوليتية”.
وكان مامادي كامارا اعتقل في أعقاب الاعتداء على ضابط شرطة في 28 كانون الثاني/يناير الماضي في شمال مدينة مونتريال. وبعد 6 أيام تم إطلاق سراحه بعد أن برأته عناصر جديدة في التحقيق. وتمّ سحب كل التهم الموّجهة إليه.
كما تقدمت دائرة الشرطة بالاعتذار رسميا يوم الجمعة الفائت من مامادي كامارا.
رأى المتظاهرون في اعتقال مامادي كامارا دليل آخر على التنميط العنصري والعنصرية الممنهجة/الصحافة الكندية:GRAHAM HUGHES
تأسف مارليهان لوبيز، المشاركة في تنظيم التظاهرة، للطريقة التي سجن بها كامارا “من دون دليل”. يضاف إلى هذا الظلم، اقتحام حياته الخاصة ومداهمة منزله. على حد تعبير لوبيز في حوار أجرته معها هيئة الإذاعة الكندية.
ووفقاً للسيدة لوبيز، فإن الاعتذار لم يعد كافياً. وبأن هناك حاجة للإصلاحات.
أطالب بالتعويضات، ليس للسيد كامارا وأسرته فحسب، بل إنما أيضا لكافة أبناء الجاليات السمراء هنا في كيبيك.
يذكر أن لوبيز هي نائب رئيسة التضامن والممارسات المناهضة للقمع في اتحاد نساء كيبيك، وهي أيضا عضو في حركة Black Lives Matter في مونتريال.
الإصلاحات بحسب المتحدثة تمرّ باسترداد أموال من الشرطة لتستفيد منها المنظمات المجتمعية العاملة في الأحياء التي تعيش فيها الإثنيات المختلفة في مدينة مونتريال.
تقول لوبيز:
عندما تذهب إلى شمال مونتريال وإلى المكان الذي اعتقل فيه كامارا، إلى الأحياء التي يوجد فيها تمثيل زائد للمجتمعات العرقية، فإنك سترى أن هناك نقصا في الخدمات وأن هناك حواجز تحول دون الوصول إلى الخدمات الصحية والاجتماعية. ولا يتم فعل أي شيء.
يبلغ مامادي كامارا 31 عاما ويشغل منصب مدير مخبر ومشرف على الدروس في معهد بوليتكنيك التابع لجامعة مونتريال/راديو كندا
يشير منظمو التظاهرة إلى أن اعتقال مامادي كامارا هو مثال آخر، إذا كان هناك مثال، على “العنصرية الممنهجة”. ويعارض هؤلاء باستخدامهم لهذه العبارة ما يرفض رئيس حكومة كيبيك فرنسوا لوغو استخدامه دوما في خطابه.
من جانبه، يقول العامل الاجتماعي المشارك في تنظيم التظاهرة فنسان موسّو، “إنها صفعة على الوجه نتلقاها مرة أخرى”، ويضيف قائلا:
إن قضية كامارا تبين لنا بأن شرطة مونتريال لم تتخذ الخطوات اللازمة لمعالجة قضايا العنصرية الممنهجة الموجودة في داخلها.
تجدر الإشارة إلى أنه في تشرين الأول/أكتوبر 2019، خلص تقرير أعده باحثون بتكليف من مدينة مونتريال، إلى أن السود والعرب والسكان الأصليين كانوا ضحايا للتحيزات الممنهجة المتعلقة بالانتماء العرقي، من قبل عناصر في جهاز شرطة مونتريال.
في هذا الإطار، يقول موسّو:
لا نرى ما يكفي من الإجراءات من أجل وقف تلك العنصرية. وطالما استمر هذا الأمر ولم يتغيّر. إن الرسالة التي يتم إرسالها إلى مجتمعات الأقلية العرقية واضحة وهي: إننا لا نهتم بواقعكم.
في سياق متصل، دعت عمدة مدينة مونتريال فاليري بلانت، إلى إجراء تحقيق مستقل لفهم أفضل للأسباب التي أدت إلى سجن مامادا كامارا. وأيّد هذه المطالبة لرئيسة بلدية مونتريال، نائب الحزب الديموقراطي الجديد الكسندر بوليريس الذي كان بين المتظاهرين أمس الأحد وقال:
إذا لم نسلّط الضوء على هذا النوع من الأحداث، فقد تحدث مرة أخرى.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، سي بي سي، راديو كندا الدولي، الصحافة الكندية)
روابط ذات صلة:
شرطة مونتريال تعتذر لرجل أسود بعد أن اتّهمته خطأَ بمحاولة قتل أحد أفرادها
شرطة مدينة مونتريال: إجراءات لإعادة ثقة المواطن
الباحثة والناشطة بُشرى مناعي أوّل مفوَّضة لمكافحة العنصرية في بلدية مونتريال