مامادي كامارا عن فترة اعتقاله: لا أزال تحت تأثير الصدمة

أسف المواطن الغيني المقيم في مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك مامادي كامارا لأن من اعتقله لم يأخذ الوقت للاستماع إلى إفادته “ولو كان حصل ذلك لما عاش 6 أيام بين مجرمين حقيقيين”.

كان الأمر صعبا للغاية بالنسبة لي ومؤلما للغاية

قال الشاب مامادي كامارا أمام كاميرا برنامج “حديث البلد” الذي يبثه تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية كل ليلة أحد.

وكان كامارا اعتقل يوم 28 كانون الثاني/يناير الماضي واتهم، عن طريق الخطأ، بمحاولة قتل شرطي في حي في شمال مدينة مونتريال. وقضى ستة أيام في السجن قبل أن يطلق سراحه. ويصف كامارا إلى أي مدى أثّر الاعتقال على حياته وقلبها رأسا على عقب، يقول: 

عند وصولي إلى السجن الواقع في شمال مونتريال، شعرت كأن حراس المعتقل يقولون لأنفسهم “هذا قاتل الشرطة”، بدوت مثل الوحش في نظرهم. إنني كنت في زنزانات مع مجرمين حقيقيين.

يعيش مامادي كامارا البالغ 31 عاما، وهو من جمهورية غينيا، في مونتريال بصفة طالب أجنبي. ويعمل كمسؤول عن مختبر في كلية البوليتكنيك في جامعة مونتريال.

وقد عبّر عن مدى صدمته لما حصل له وقال إنه لا يزال يشعر بالاضطراب الشديد ولا يملك القدرة على استئناف أنشطته.

ومع ذلك وافق مامادي كامارا الذي ينتظر توأما يولدان قريبا، على استرجاع شريط الأحداث، وأتى إلى البرنامج التلفزيوني، الذي يتمتع بنسبة مشاهدة عالية محليا، برفقة محاميته. 

لم أتوقف عن شرح الوقائع والقول بأنني بريء.

لو أخذوا الوقت في الاستماع إلي لما كان استغرق اعتقالي ستة أيام.

نظمت مطلع الأسبوع الماضي تظاهرة في مونتريال رفع فيها المتظاهرون شعارات منددة بالتنميط العنصري والعنصرية الممنهجة/الصحافة الكندية:GRAHAM HUGHES

وفي العودة إلى الوقائع، اعتقل مامادي كامارا 

دون إمكانية التواصل مع عائلته. واتهمه مدير النيابة الجنائية والجزائية باستخدام سلاح وإصابة شرطي من جهاز شرطة مدينة مونتريال (SPVM). وذلك خلال عملية لمكافحة استخدام الهواتف الخليوية أثناء القيادة، في منطقة Parc-Extension شمال مونتريال.

توضح المحامية أن موكلّها لم يعط “أي افتراض براءة” وكان ضحية رؤية ضيقة. 

تشير الاستاذة فرجيني دوفرين-لومير إلى أن شهادة ضابط الشرطة حول الواقعة كانت النسخة الوحيدة التي تم الاحتفاظ بها وأنه لم يتم إيلاء اهتمام لنقص الأدلة، مما أثار مشكلة التحيز المنهجي ضد مجتمعات الأقلية العرقية. 

محامية الدفاع عن مامادي كامارا فيرجيني دوفرين-لومير في برنامج حديث البلد/AVANTI / KARINE DUFOUR

تقول المحامية الكندية:

نخرج الأسلحة، نضع كامارا في دائرة الاتهام، نمسكه من كتفيه ونخرجه من السيارة من النافذة. نضعه على الأرض، وجهه إلى الاسفلت ويضع شرطي قدمه على رأسه.

بعد تفتيش شقته بشكل كامل، بعد أربع ساعات ونصف من الاستجواب وستة أيام في الاعتقال، أطلق سراح السيد كامارا. أعلنت شرطة مونتريال أخيرًا في 5 فبراير أن هناك دليلًا لاستبعاد إدانته في هذه القضية دون أدنى شك. ولذلك، سحبت النيابة العامة التهم الموجهة إليه.

“قضية تمييز”

في البرنامج الذي بثه تلفزيون راديو كندا مساء أمس دعي أيضا ناشط حقوقي كندي. 

يقول الناشط المناهض للعنصرية ويل بروسبر إنه تم التحقق من صحة خطاب ضابط أو ضباط الشرطة من دون الذهاب أبعد من ذلك، لأن مامادي كامارا كان المشتبه به المعتاد، يضيف الناشط الحقوقي الكندي:

لم يكن رد فعله الهروب، بل اتصل برقم الطوارئ 911. ولكن على الرغم من ذلك جاءوا لاعتقاله ووضع الحذاء على رأسه. 

هناك سلوك للمواطن المثالي نوّد أن نتحلى به أمام الشرطة، لكن ما نريده أيضا، هو أن تتصرف الشرطة بطريقة نموذجية تجاه جميع المواطنين. 

الناشط الحقوقي ويل بروسبر في برنامج حديث البلد أمس/AVENTI / KARINE DUFOUR 

ويعود المتحدث إلى مداهمة شقة كامارا وغيرها في الحي الذي يسكن فيه، مشيرًا إلى حقيقة أن عدة أشخاص، بمن فيهم أطفال، وضعوا في حافلة في انتظار انتهاء عملية المداهمة التي قامت بها الشرطة. ويتابع الناشط في مجال الحقوق المدنية للأفراد:

لقد تحفظوا على شخص لم يكن قد وصل إلى منزله بعد. فما كانت الحاجة إلى تفتيش منزله؟ 

هل كان لمواطن يعيش في منطقة ويستماونت Westmount في وسط المدينة أن يتلقى المعاملة ذاتها في منزله والمساكن المجاورة؟

من الواضح أن هناك تمييز وتنميط عرقي وبعض السلوكيات تجاه السود.

هذا ويشكك الناشط الحقوقي في التغطية الإعلامية التي خصصت للسيد كامارا. وهو يأسف بشكل خاص لاعتماد وسائل الإعلام حصراً على البيان الصحفي الصادر عن الشرطة. “تم التلميح حول الكثير من الأشياء بحق كامارا، لكن لم تؤخذ الشهادات في مكان الحادث، عندما كان هناك شخصان يصرّحان ببراءة مامادي كامارا”.

في هذا الإطار، تقول محامية كامارا إنها تريد إلقاء الضوء على هذا الجانب. وهي تدعو إلى عملية شفافة وعلنية لتحليل، من بين أمور أخرى، المسؤولية الجنائية لضباط الشرطة.

هناك معلومات تم تقديمها إلى وسائل الإعلام كانت خاطئة، وتلك إشكالية للغاية(المحامية دوفرين-لومير).

يمكن أن تؤدي هذه القضية إلى رفع دعوى مدنية. لا يزال التحقيق مستمرا لتحديد هوية الذي أصاب الضابط سانجاي فيج في 28 يناير الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن شخصا قام بضرب الشرطي من الخلف أثناء عودته إلى سيارته. ثم نزع سلاحه وأطلق النار عليه قبل أن يلوذ بالفرار.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)

روابط ذات صلّة:

كيبيك تستبعد إجراء تحقيق عام في قضية مامادي كامارا

تظاهرة في مونتريال للتنديد “بالعنف الذي استخدمته الشرطة” بحق مامادي كامارا

شرطة مونتريال تعتذر لرجل أسود بعد أن اتّهمته خطأَ بمحاولة قتل أحد أفرادها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك

راديو كندا الدولي و راديو كندا يحيون شهر تاريخ السود

لوك سيمار
– مدير، تعددية وعلاقات مع المواطن

فيديو ( بالفرنسية)

Vidéos
RCI • Radio Canada International

سبر للاراء حول شهر تاريخ السود

شهر تاريخ السود يحتفل به في امريكا الشمالية و المملكة المتحدة فقط. هل تعتقدون أنه يجب الاحتفال بهذا الحدث في العالم بأسره؟

عرض النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...