قال رئيس حكومة مقاطعة كيبيك فرانسوا لوغو إنه يعي تماماً حجم "النقص في السكن الميسور التكلفة" في مقاطعته مؤكّداً أنه، كرئيس حكومة، "مرتبط جداً بالواقع".
وفي حديث مع الصحفيين قبل ظهر اليوم انتقد رئيس حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك عمل وسائل الإعلام التي، حسب رأيه، أساءت تفسير كلامه أمس حول السكن والإيجارات.
وأضاف لوغو، وقد بدا مستاءً من الانتقادات التي طالته، أنه فخور بأنه قادم من الطبقة "المتوسطة جداً" وأكّد أنه ظلّ على مرّ السنين "قريباً من الناس".
يُذكر أنه خلال مساءلته أمس من قبل أحزاب المعارضة عن السياسة الإنفاقية لحكومته، قال لوغو إنّه من الناحية التقنية لا وجود لأزمة سكن حالياً في مقاطعة كيبيك.
وعندما سألته الزعيمة المشاركة لحزب التضامن الكيبيكي (QS)، مانون ماسيه، عن سعر إيجار شقة سكنية حالياً في مونتريال، أجاب لوغو: "الأمر يتوقف على حجم الشقة، قد يبدأ (السعر) عند 500 أو 600 دولار شهرياً… ويرتفع بسرعة إلى 1000 دولار شهرياً".

مانون ماسيه، الزعيمة المشاركة لحزب التضامن الكيبيكي (Paul Chiasson / PC)
أمّا اليوم فأوضح لوغو أنه لم يكن يتحدث أمس عن أسعار الإيجارات بالإجمال إنّما عن الإيجار الشهري للطلاب في ردّه على سؤال ماسيه.
"كان الأمر واضحاً جداً في سؤال مانون ماسيه، كانت تتحدث عن الـ250.000 طالب الذين سيعودون إلى مقاعد الدراسة شخصياً هذا الخريف" (بدلاً من متابعة الدراسة عن بُعد)، قال لوغو مبرّراً إجابته أمس على سؤال الزعيمة اليسارية التي تمثّل في الجمعية التشريعية الكيبيكية إحدى دوائر مونتريال.
"حتى أني أضفتُ أنّ العديد من الطلاب يقيمون كلّ ثلاثة أو أربعة معاً. كنتُ أتحدث عن السعر الأدنى عن كل طالب، لا عن معدل سعر الإيجار (للمسكن) أو عمّا تدفعه عائلة بأكملها"، أكّد لوغو اليوم مضيفاً أنه على علم بأنّ "متوسط سعر الإيجار" في مونتريال هو 1300 دولار شهرياً.
وأضاف لوغو "أعتذر عن كلامي" أمس إذا لم يكن واضحاً.
وتوجّه لوغو إلى وسائل الإعلام قائلاً إنّ ما كتبه بعض الصحفيين أمرٌ "لا يوصَف"، واشتكى من رسائل "مؤذية" وصلته على مواقع التواصل الاجتماعي.

دومينيك أنغلاد، زعيمة الحزب الليبرالي الكيبيكي، حزب المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية الكيبيكية (Ivanoh Demers / Radio-Canada)
وفي قلب الجدل الدائر حول ما تسميه أحزاب المعارضة "أزمة سكن" هناك الارتفاع الشديد في الأسعار، لاسيما في مونتريال، الذي يمنع الناس من السكن بشكل ملائم ومن التملّك، حسب المعارضة.
وقالت في هذا المجال الناطقة باسم الحزب الليبرالي الكيبيكي لشؤون السكن، ماري كلود نيكولز، إنّ من غير النادر رؤية أمّ عزباء تخصّص 55% من مدخولها لتسديد الإيجار.
"هذا غير منطقي!"، قالت نيكولز التي يشكّل حزبها المعارضة الرسمية، مضيفةً أنه إذا كانت الراتب السنوي لهذه الأمّ 37.000 دولار، فلن يبقى لها سوى 17.000 دولار لتأمين الغذاء والكساء والنفقات المدرسية لأولادها إضافة إلى مصاريف التنقل.
يُشار إلى أنّ لا لوغو ولا أيّ وزير في حكومته اعترف لغاية الآن بوجود "أزمة سكن" في كيبيك.
"الأزمة التي نعيشها حالياً هي الجائحة"، قال رئيس حكومة كيبيك في إشارة إلى جائحة ’’كوفيد - 19‘‘ التي تضرب كيبيك وسائر كندا منذ أكثر من سنة.
وأضاف لوغو أنّ مقاطعة كيبيك شهدت أزمة سكن مطلعَ العقد الأول من القرن الحالي عندما تراجع معدل شعور المساكن إلى ما دون عتبة 1%، ورأى أنّ مع المعدّل الحالي البالغ 2,5% لا يمكن الحديث عن أزمة سكن.
وبالرغم من تأكيده أنه مدرك بأنّ أسعار السكن قد تكون باهظة بالنسبة للبعض، رفض لوغو فكرة تجميد الإيجارات العام الحالي وفق ما يقترحه حزب التضامن الكيبيكي، مفضّلاً تقديم مساعدة حكومية مباشرة للأشخاص غير القادرين على تسديد إيجار لتغطية قسمٍ منه.
"فكّروا دقيقتيْن بأصحاب العقارات. إذ جمّدنا الإيجارات سيتمّ بناء مساكن أقلّ"، قال لوغو.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
عقارات مونتريال: ارتفاع مخاطر الانجراف نحو المبالغة في التقدير
عقارات مونتريال الكبرى: ارتفاع المبيعات والأسعار متواصل
مُعدّل الشغور للشقق السكنية في أدنى مستوى له منذ عام 2002
الاتحاد الكندي للبلديات يحذر من أزمة سكن تطال ذوي الدخل المحدود
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.