في مبادرة غير مسبوقة في تاريخ مدينة فانكوفر، ولأول مرة سيطلق اسم شخصية من ذوي البشرة السمراء على أحد شوارعها.
نورا هندريكس يُطلق على شارع مستحدث في أحد أحياء مدينة فانكوفر في مقاطعة بريتش كولومبيا في أقصى الغرب الكندي، وهو اسم جدة عازف الغيتار الأميركي من أصل أفريقي الشهير جيمي هندريكس.
وقد تمت إعادة هيكلة حي ستراثكونا في وسط فانكوفر الكبرى لاستقبال مستشفى سان-بول الجديد، ويبنى المشفى على الشارع الذي سيخلّد صفحة مشرّفة في تاريخ السود الكنديين.
لم تكن السيدة نورا هندريكس جدة عازف البلوز والروك الشهير فحسب، بل إنما أيضا شخصية فاعلة وناشطة وعلى قدر كبير من الأهمية في مجتمع المتحدرين من أصول أفريقية في فانكوفر.
شاركت هندريكس في تأسيس الكنيسة الأسقفية الميثودية في ستراثكونا وهي أول كنيسة سوداء في المدينة. عملت أيضًا في مطعم الحي، Vie’s Chicken and Steak House.
كانت كلتا المؤسستين جزءًا لا يتجزأ من حي Hogan Alley الذي كانت تقطنه غالبية من السود في العشرينيات من القرن الماضي. وقد تم فيما بعد تدميره لاستيعاب بناء جسور على شارعي جورجيا ودونسموير. اكتمل بناء هذه الجسور في عام 1972، وهو الجزء الوحيد الذي أنهيت الأعمال فيه من مشروع الطريق السريع في فانكوفر.
“أردنا أن يكون الاسم وثيق الصلة بالحي”، صرّحت جون أتكين، الرئيسة المشاركة في لجنة بلدية فانكوفر، التي صوتت بالإجماع لتكريم ذكرى نورا هندريكس.
في سياق متصل، تخشى جمعية “جادة هوغان”، وهي واحدة من أهم مجموعات الاعتراف بالحاضر والماضي لمجتمع المتحدرين من أصل أفريقي في فانكوفر، أن يكون إطلاق اسم نورا هندريكس مجرد لفتة رمزية.
كانت السيدة نورا هندريكس ناشطة في مجتمعها الكندي وشخصية مؤثرة بين أترابها من الكنديين السود/راديو كندا
تقول الرئيسة المشاركة في Hogan Alley Society جون فرنسيس:
إنهم يريدون الحصول على رمزية لمناسبة شهر تاريخ السود الذي تحييه كندا كل عام في الشهر الثاني من السنة.
هذا وتشير هذه الأخيرة إلى أن اللجنة المكلفة بتسمية الشارع لم تستشر الجمعية إطلاقا قبل أن يستقر قرارها على اسم نورا هندريكس.
وتشير المتحدثة إلى خشيتها من أن يمنع هذا الأمر المزيد من الاعتراف بجَدة جيمي هندريكس.
كما أنها قلقة من أن تتخلى المدينة عن التزامها تجاه مجتمع المنحدرين من أصل أفريقي الآن بعد أن تم تسمية شارع على شرف هذا المجتمع الأسود، تقول المسؤولة في جمعية “جادة هوغان”:
مبادرة إطلاق اسم الجدة هندريكس على الشارع، تمت بطريقة تمكن البلدية من منح نفسها الفضل دون إجراء تغيير جوهري. إن الرموز ليست ما نحتاج إليه وإنما نريد تغييرا حقيقيا.
تعرب المخططة المدنية والرئيسة المشاركة السابقة للجنة الإنصاف في المعهد الكندي للمخططين أمينة ياسين، عن اعتقادها بأنه كقاعدة عامة، لا تتجاوز البلديات رمزية تسمية الأماكن من أجل معالجة المعاملة التاريخية للفئات المهمشة.
وتؤكد هذه المتحدثة لهيئة الإذاعة الكندية بأن
الجانب الرمزي يظل مهمًا طالما أنه يعتمد على التشاور مع الفئات المعنية، تقول:
من المهم أن نرى اسم هذا الشارع، ولكن كان من الممكن أن يشكل الحدث فرحا أكبر في أوساط مجتمعات الكنديين السود لو تم الرجوع إليها في الاستشارة قبل إطلاق التسمية على الشارع الكندي.
من المعروف أن نورا هندريكس ظلّت منخرطة بشكل كبير في مجتمعها الكندي الأسود منذ عشرينيات القرن الماضي إلى تاريخ تفكيك الحي. كما يقول الموقع الالكتروني لجمعية “جادة هوغان”. ويذكر الموقع أن النجم الأميركي العالمي الراحل حفيد نورا جيمي هندريكس، المولود في سياتل القريبة من بريتش كولومبيا، كان يأتي لزيارة جدته في فانكوفر مرارا في شابه.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)