يرى عدد من أبناء المجتمعات السوداء في مقاطعة نيو برونزويك في الشرق الكندي، بأن الوصول إلى مناصب سياسية لا يزال محدودا بالنسبة إلى الكنديين السود في المقاطعة.
حيث لا يوجد شخص أسود عضو في مجلس بلدية في مدينة كبيرة أو في المجلس التشريعي في نيو برونزويك.
يروي رينيه إفستيون، المرشح الليبرالي عن دائرة جنوب غرب مدينة مونكتون في الانتخابات العامة الأخيرة، أن بعض أعضاء الحزب أنفسهم شككوا في فرصه في الفوز بسبب لون بشرته.
خلال الانتخابات الأخيرة، علمت أن لون بشرتي الأسود قد أثير في مجالس الحزب. وتساءلوا ما إذا كنت سأتسبب في خسارة مقعد نيابي في حال تم ترشيحي، وفي ما إذا كان الناخبون سيقومون بالتصويت لمرشح أسود.
لاحظ إفستيون احجاما تجاه ترشحه داخل الحزب الليبرالي المحلي، ولكنه أضاف بأن هذا الموقف ليس معمما.
يقول المواطن الكندي الأسود إن الحزب الليبرالي يقدم نفسه على أنه حزب شمولي، ولكنّ هناك “سقفا زجاجيا” يبنى عندما يأتي الدور على تقديم مرشحين من الأقليات العرقية للانتخابات.
عبر البريد الالكتروني، وفي جوابها عن أسئلة هيئة الإذاعة الكندية، صرّحت المسؤولة الإعلامية في الحزب الليبرالي المحلي آشلي بودين، “بأن التنوع والتعددية الثقافية والمساواة، تشكل جزءا من مبادىء الحزب الليبرالي”.
لا نعرف أي شخص ينتمي إلى حزبنا تصرف بطريقة تتعارض مع هذه المبادىء، وندين بشدة أية تصريحات لأي كان تتعارض مع قيم حزبنا الغالية.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ العام 2018، قدم الحزب الليبرالي في نيو برونزويك، مرشحَين من الأقليات العرقية. بالإضافة إلى إفستيون، قدم أيضا سوزي كامبوس وهي كندية من نيكاراغوا.
العنصرية الممنهجة في نيو برونزويك
في سياق متصل، يقول رئيس “المجلس المتعدد الثقافات” في المقاطعة منصف لقواس:
إن كل شخص لديه تطلعات وأحلام. عندما نقرر، على الرغم من المهارات، وعلى الرغم من الإنجازات، وعلى الرغم من التعليم، تحديد المكانة التي سنضع بها الأفراد المتحدرة من الأقليات العرقية، وحجب تطلعاتهم إلى مناصب مسؤولة كبرى، فإن ذلك بالنسبة إلينا هو عنصرية ممنهجة.
منصف لقواس رئيس المجلس المتعدد الثقافات في مقاطعة نيوبرونزويك/راديو كندا
قبل بضعة أشهر، أجرى المجلس دراسة استقصائية حول العنصرية المنهجية، وقد أظهرت هذه الدراسة، كما يقول منصف لقواس، أن السود ممثلون بشكل مفرط في مناصب الخدمات، ويقّل تمثيلهم في المناصب القيادية.
ويؤكد المتحدث لهيئة الإذاعة الكندية، أنه بعد صدور نتائج الدراسة، اتصل المجلس بحكومة المقاطعة لتشجيعها على تعيين الأفراد من الأقليات الاثنية في اللجان والهيئات. ويشير رئيس المجلس المتعدد الثقافات إلى أنه يجب أن يكون لدى كل شركة خاصة إستراتيجية “لضمان حصول الجميع على فرصة متساوية لتسلق السلم”.
من جهته، يرغب العضو في جمعية
Black Lives Matter في مدينة فريدريكتون عاصمة نيو برونزويك، مراد باديرو، في أن يصار إلى إنشاء صندوق لمساعدة السود على الانخراط في الحقل السياسي.
بالنسبة له، “يجب أن تكون هناك تغييرات في دروس التاريخ، التي حسب قوله، نادرًا ما تهتم بالسود. يريد المتحدث تغيير المنهج التربوي، ليس فيما يتعلق بتاريخ السود فحسب، بل إنما أيضا بتاريخ الكنديين عموما”. ويضيف المتحدث بأن إنشاء متحف عن تاريخ السود في نيو برونزويك يمكن أن يساهم في هذا التعليم.
يعتقد كل من مراد باديرو ومنصف لقواس أن المجتمع قد تطور لصالح هذا النوع من التمييز الذي يؤدي إلى استبعاد السود من المناصب القيادية.
وبرأي لقواس فإن الأمر ليس مقصودا أو منظما. “إنه واقع تجذر منذ فترة طويلة، وهي الطريقة التي يعمل بها النظام”.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، الصحافة الكندية)