تمتلك كندا أكبر شبكة طرقات في العالم تمتد على 900 ألف كيلومتر.
وتتمتع الطرقات عبر أنحاء البلاد ببنى تحتية هامة جدا. وتلعب الشاحنات الدور الأول في شحن السلع والبضائع بين كندا والولايات المتحدة الأميركية.
نحو 60 بالمائة من المنتوجات الكندية التي تستوردها الولايات المتحدة وثلث المنتوجات المصدرة إلى دول العالم تمر عبر الطريق البرية على متن مئات الآلاف من الشاحنات.
يوجد في كندا 750 ألف شاحنة بينها 400 ألف توفر الشحن التجاري. وهناك 300 ألف مواطن كندي يعمل كسائق شاحنة علما أن العدد الإجمالي لسكان كندا يبلغ 37 مليون نسمة، أي قراية واحد بالمائة، ما يجعل من مهنة قيادة الشاحنات إحدى المهن الهامة في البلاد.
أسست الحكومة الفدرالية الكندية في العام 1988 الشبكة الوطنية للطرقات وأعطيت الأولوية على صعيد الاشغال وأعمال الصيانة خلال فصل الشتاء أو خلال مشاريع تحديث واسعة النطاق للطرقات التي تدخل في نطاق هذه الشبكة.
تبلغ مساحة الطرقات التي تدخل في الشبكة الوطنية 38 ألف و خمس كم ( احصاء 2015) كيلومتر, مساحة لا تشكل سوى ثلاثة بالمائة من شبكة الطرقات الكندية.
يسير على الثمانية والثلاثين ألف كيلومتر من الطرقات يوميا 37 بالمائة فقط من السيارات و40 بالمائة من الشاحنات.
تأتي طريق الترانس- كنديان الرئيسية الشهيرة في رأس قائمة الطرق الأهم والأكثر ازدحاما في كندا وهي أيضا الطريق الوطنية الأطول في العالم.
ويطلق عليها في غالب الأحيان الطريق عوض الاوتوستراد لأنها في بعض الأجزاء في المناطق الحرجية وغير المأهولة تقتصر على خطين فقط للسير.
شبكة الطرقات في كندا- المصدر: : وزارة النقل في كندا.
تتكون شبكة الطرق السريعة في بعض المناطق من قسمين متميزين لربط معظم المدن الرئيسية التي تقع جميعها تقريبًا في جنوب كندا.
بناء أغلى جزء من الطريق السريع في كندا: نفق لويس هيبوليت لافونتين تحت نهر سانت لورانس جنوب مونتريال.
. إن ثلاثة أرباع الطرقات الكندية موجودة في شرق البلاد (في اونتاريو وكيبيك).
. إن نصف طرقات الإسفلت الكندية موجودة أيضا في أونتاريو وكيبيك.
. إن نحو نصف الطرقات غير المعبدة موجودة في غرب البلاد ( في ألبرتا وساسكتشوان).
بعض الأرقام
52 .
أثنان وخمسون هو معدل السرعة التي يجتازها سائق السيارة في كندا يوميا.
تبلغ المسافة التي يقطعها الكندي بسيارته كل يوم أكثر بنسبة 25 بالمائة من تلك التي يجتازها الأوروبيون أو الأميركيون.
25 060 399.
هذا العدد هو إجمالي عدد السيارات في كندا لعدد سكان يبلغ 37 مليون نسمة.
هناك نحو ثماني و ستون سيارة لكل مائة كندي في حين هناك خمسون سيارة لكل مائة أوروبي.
43 .
إذا شئنا تقسيم الطرقات على عدد السكان في كندا يحصل كل كندي على أربعة وأربعين كيلومترا من الطرقات وهو الرقم الأعلى من نوعه في العالم. في الولايات المتحدة هناك مواطن واحد لكل واحد وثلاثين كيلومترا وهناك ألماني واحد لكل ثمانية كيلومترات والعدد هو ستة عشر كيلومترا من الطرقات لكل فرنسي.
تعّد طريق الترانس- كنديان التي تربط المقاطعات الكندية العشر ببعضها البعض الطريق الوطنية الأطول في العالم. وتمتد هذه الطريق التي تبلغ 7821 كيلومترا من المحيط الهادي إلى الأطلسي أي من أقصى الغرب الكندي إلى أقصى الشرق.
ويذكر أن هذا الشريان الحيوي ونقصد طريق الترانس-كنديان يشكّل غالبا الممر الوحيد في بعض المناطق الحرجية والجبلية في البلاد.
هذه الطريق هي القلب النابض للاقتصاد والسياحة في كندا وهي العمود الفقري لشبكة الطرقات الوطنية.
تقتصر طريق الترانس- كنديان في بعض المناطق المعزولة على خطين للسير فقط. وفي بعض المناطق المأهولة التي تجتازها كما في تورنتو ومونتريال فقد تضم هذه الطريق أثني عشر خط سير.
في العام 2000 جرت محاولات للحكومة الكندية من أجل إقامة أربعة خطوط سير لطريق الترانس- كنديان في كل البلاد. ولكن هذا المشروع ظلّ حبرا على ورق. وتعود أسباب ذلك إلى أن عدة أجزاء من هذه الطريق ,في شمال أونتاريو في شكل خاص, لا تشهد ازدحاما للسير يدفع إلى تكبد تكلفة باهظة للقيام بأعمال الصيانة وإزالة الثلوج خلال فصل الشتاء.
كان بناء طريق الترانس- كنديان أكثر صعوبة مما كان متوقعا. وكان يتم استدعاء خبراء وجيش من المهندسين والعمال عندما كان يتعلّق الأمر بعبور منطقة جبال الروكي الثلجية والشديدة الانحدار. وكانت أعمال البناء شاقة جدا بين قريتي غولدن وريفلستوك في كولومبيا البريطانية حيث يمتد ممر روجرز.
بدأت أعمال البناء في هذا الجزء من طريق الترانس- كنديان في العام 1956 واستغرقت ستة أعوام حيث افتتحها رئيس الوزراء الكندي جون ديفنبيكر رسميا في حفل رسمي شهده ممر روجرز في الثالث من سبتمبر 1962. ولم تنته الاشغال تماما في أوتوستراد الترانس- كنديان إلا بعد مضي عشرين عاما من هذا التاريخ أي في العام 1971.
يتساقط في فصل الشتاء على بعض أجزاء طريق الترانس- كنديان وبالتحديد في منطقة ممر روجرز الشهير في غرب البلاد نحو اثني عشر مترا من الثلوج سنويا مما يتسبب بمخاطر جدّية للانهيارات الثلجية. لذا تم بناء الأنفاق والسواتر الترابية وغيرها من التجهيزات من أجل حماية سائقي السيارات.
وعلى الرغم من كل هذه التدابير, فإن بعض الأجزاء من الطريق في هذا القطاع الجبلي تشهد كل شتاء عراكا بين الإنسان والطبيعة. وقد أدى هذا الأمر إلى إنشاء برنامج وقاية ومراقبة للانهيارات الثلجية هو الأهم من نوعه في العالم.
والصيف ليس بدوره بمنأى عن المشاكل على هذه الطريق! وهناك خطر اجتياز الحيوانات لهذه الطريق من دون سابق إنذار. ويشهد الجزء الذي يربط حديقة يوهو الوطنية بقرية غولدن النائية في كولومبيا البريطانية عدة تصادمات مع الحيوانات البرّية.
اجتياز جبال الروكي في مقاطعة كولومبيا البريطانية على أوتوستراد الترانس- كنديان
تمَّ بناؤه بالإسمنت في العام 1915 على مسافة تبلغ نحو ستين كيلومترا في جنوب أونتاريو وهي منطقة تشهد كثافة سكانية هي الأهم من نوعها في البلاد. وقد سمح هذا الأوتوستراد بربط العاصمة الاقتصادية تورنتو بالمدينة الصناعية هاملتون.
<
A&W في العام 1956, افتتحت سلسلة مطاعم آي أند دابل يو,
فرعا لها في نقطة استراحة على الأوتوستراد في مدينة وينيبيغ عاصمة مانيتوبا , وهو أول مطعم يقدّم الهامبرغر على الأوتوستراد في كندا.
أقرأ أيضا
Pourquoi l’autoroute transcanadienne n’a-t-elle rien à envier à la route 66? – RCI
La Transcanadienne : traverser le pays en auto d’un océan à l’autre – Radio-Canada
.401 هو الرقم الذي تحمله طريق الترانس- كنديان الرئيسية في جنوب أونتاريو.
. 401 هو الأوتوستراد الأكثر ازدحاما في العالم
منذ 2015.
. يتجاوز عدد السيارات التي تجتاز هذا الأوتوستراد ا420 000 يوميا.
. يبلغ طوله 900 كيلومتر وهو يسمح باجتياز المسافة بين مدينتي تورنتو ومونتريال في غضون خمس ساعات.
في كل موسم شتاء في كندا يكسو الجليد طرقات تمتد على أكثر من ألف وثلاث مائة كيلومتر في الشمال الكندي الكبير حيث يعيش نحو ثلاثين ألف شخص موزعين على نحو ثمانين قرية صغيرة نائية. ويصعب توفير أعمال الصيانة والتصليح لشبكة الطرق في هذه المنطقة ليس بسبب طول المسافات فحسب وإنما أيضا بسبب وجود الكثير من البحيرات والأنهار التي تتجلد في الشتاء بسبب تدني درجات الحرارة. وهذه النتيجة تعود بالمنفعة على أهل هذه المنطقة البعيدة إذ بفعل تجلّد الأنهار والبحيرات تنشأ طبقة أرضية صلبة مما يُسهل مرور الشاحنات والسيارات.
دأب سكان الشمال الكبير منذ العام 1930 على تحويل بعض البحيرات والأنهار في منطقتهم إلى أوتوسترادات جليدية. وموسم هذه الطرق الواسعة قصير جدا إذ يدوم ثمانية أسابيع أو عشرة في حد أقصى ويبدأ مطلع كانون الثاني/يناير وينتهي أوائل آذار/ مارس.
تساهم الطرقات الجليدية في التقليل من تكلفة السلع التي كانت ستصل إلى أهل المنطقة بأثمان باهظة في حال تم نقلها بحرا أو جوا. من دون وجود هذه الطرقات كان من المستحيل أيضا أن تنقل السلع الكبيرة أو الثقيلة الوزن في الطائرة.
كان يعمد سكان قرى الشمال الكبير خلال شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/فبراير, أي خلال أيام البرد القارص, إلى نقل كل السلع الغذائية التي يستهلكونها على مدار العام خصوصا الثقيلة الوزن عبر الطرقات الجليدية.
يذكر أن الطرقات والأوتوسترادات الجليدية موجودة في فنلندا وفي روسيا والولايات المتحدة ولكن أطول طريق رئيسية متجلدة موجودة في كندا وطولها ستمائة كيلومتر.
ينقل سائقو الشاحنات سنويا على طرقات الجليد نحو عشرة آلاف حمولة. في هذا الوقت قد تتدنى درجات الحرارة إلى ما دون الستين درجة مئوية.
ويكمن التحدي الأكبر لدى سائقي الشاحنات على الطريق الجليدية في تجنب القيام بأية حركة مباغتة خلال القيادة كالفرملة المفاجئة لأنه يقود شاحنته على مياه متجلدة معرّضة للتصدّع في أي وقت.
ويبلغ الحد الأقصى للسرعة على هذه الطرقات في غالب الأحيان ثلاثين كيلومترا في الساعة حتى تحت سماء صافية وشمس ساطعة. وهذه السرعة المتدنية تسمح للسائق بتمييزالشقوق في الطرقات الجليدية وتجنبها في الوقت المناسب. أضف إلى ذلك أن تخفيف السرعة يُجنب إحداث الشاحنات لتعرّجات على سطح الجليد.
يهدّد الاحتباس الحراري اليوم وجود الطرقات الجليدية.
وفي العام 2011, لم تشهد طرقات الجليد في كندا حركة سير عليها قبل منتصف شهر كانون الثاني/يناير والبعض منها ظلّت مقفلة أمام حركة السير حتى الاسبوع الثالث من شباط/فبراير. وهناك من يسعى إلى استخدام الغواصات في فصل الشتاء لنقل البضائع من وإلى الشمال الكندي الكبير!
في الخمسينيات من القرن الماضي, أظهر غطاسون أميركيون بأن العبور تحت مياه القطب الشمالي المتجلدّة ممكن. ويذكر أن غواصات نووية تنقل البترول الكندي في الشمال الكندي إلى الأسواق الأميركية والأوروبية. هذا وتوجد في الشمال الكندي الكبير ثروات معدنية هامة يمكن أن يصار إلى نقلها أيضا عبر الغواصات!
CGS Terry Fox يكسر الجليد أمام CGGS Louis S. St-Laurent في مهمة علمية لرسم خرائط الجرف القاري المتجمد الشمالي الكندي في عام 2015 (Gary Morgan / Canadian Coast Guard).
بشكل دوري منذ عام 2011 ، لم تتمكن العديد من هذه الطرق من استقبال حركة المرور حتى منتصف يناير ، وتم إغلاق بعضها في الأسبوع الثالث من فبراير. في أقصى الشمال الكندي ، نعتزم نقل البضائع عن طريق الغواصة في وقت ما عندما يسقط الشتاء على المنطقة.
يعمد المهندسون من أجل إنشاء طرقات جليدية إلى إزالة الثلوج أولا ومن ثم وضع خليط من الثلوج والمياه المستخرجة من البحيرات. ويتجمد هذا الخليط بسرعة بفعل البرد القارص بشكل متجانس وموّحد.
بعد ذلك وخلال فصل الشتاء, تقوم شاحنات مزّودة بمضخات المياه بسقي طرقات الجليد من أجل إغلاق الشقوق التي قد تحدثها التغيرات في ضغط الجو ودرجات الحرارة.
اللون الأزرق أو الأسود لطبقة الجليد على الطرقات تعني أن الطريق آمنة ويمكن المرور عليها بكل أطمئنان وإلا فإنه يجب أخذ الحيطة والحذر!
يمكنك التنزه مع Levon Sevunts ، منتج Eye on the Arctic ، الذي يتجول عبر طريق متجمد طوله 400 كيلومتر بين بحيرة Tibbit وبحيرة Contwoy لرؤية سائق شاحنة في هذه الظروف.
مغامرات على طرقات الأقاليم الشمالية الغربية- موقع سياحي على الأنترنيت
منظر من على متن الطائرة لطريق جليدية قرب مدينة يلونايف الشمالية
(DriveBC)
إن خطر الانهيارات الثلجية مرتفع جدا في قلب الجبال الصخرية الكندية في غرب البلاد. وقد تبتلع الثلوج المركبات التي تحاول اجتياز جبال الروكي الرائعة.
ولعّل المكان الذي حقق الأرقام القياسية في الانهيارات الثلجية هو الجزء في أوتوستراد الترانس- كنديان الذي يجتاز الحديقة الجليدية الوطنية في جبال الروكي.
أنشأ برنامج الوقاية من الانهيارات الثلجية الأهم من نوعه في العالم في هذه المنطقة الوعرة.
تراكم كمية من الثلوج تتراوح بين 12 و14 مترا كل موسم شتاء لا سيما في منطقة ممر روجرز. وعندما لا يعود باستطاعة الجبال احتمال وزن الثلوج تحدث الانهيارات الثلجية.
وتنشط دوريات لهيئة الحدائق العامة ولفريق من الجيش الكندي ليلا ونهارا على الأوتوستراد المجاور لممر روجرز.
ويذكر أنه على مدى السنوات الخمسين الماضية وخلال موسم الانهيارات الثلجية, تطلق مروحيات للجيش الكندي عبوات ناسفة على القمم الثلجية, وقد يضطر الجيش الكندي إلى استخدام المدافع أيضا لتنفيذ هذه المهمة.
تمَّ توزيع ثمانية عشر مركزا لإطلاق نار تؤدي إلى إحداث انهيارات ثلجية محكمة على طول ممر روجرز وطريق الترانس- كنديان على مسافة تبلغ 18 كيلومترا.
ويستطيع سلاح المدفعية الكندية من خلال هذه المراكز الوصول إلى 271 نقطة يوجد فيها خطر انهيار ثلجي معروف.
وعند إطلاق النيران يصار إلى إقفال الاوتوستراد وتنظيفه من الثلوج.
في شهر كانون الثاني/يناير من كل عام يقوم الجيش الكندي بإطلاق العشرات من مهمات إطلاق النار ويبلغ عدد القذائف التي يطلقها نحوا من خمسمائة.
تندرج تصنيفات الانهيارات الثلجية في كندا في خمس فئات أو درجات:
. في الدرجة الأولى لا أضرار بشرية للانهيار الثلجي.
. في الدرجة الثانية قد يتسبب الانهيار الثلجي بطمر شخص أو جرحه أو قتله.
. في الدرجة الثالثة قد يؤدي الانهيار الثلجي إلى إلحاق الأضرار المادية بسيارة أو شاحنة أو مبنى كما قد يؤدي إلى قطع الأشجار.
. في الدرجة الرابعة قد يتسبب انهيار ثلجي بتدمير عربة قطار أو شاحنة كبيرة الحجم أو مبنى أو اربعة هكتارات من الغابات.
. في الدرجة الخامسة قد يتسبب الانهيار الثلجي بتدمير أربعين هكتارا من غابة أو قرية.
خبراء كنديون في الوقاية من الانهيارات الثلجية. (حكومة كندا)
احترام الجبل: كيف يحمي الكنديون أوتوستراد الترانس-كنديان من الانهيارات الثلجية؟
Une montagne de précautions canadiennes pour contrer les avalanches – RCI
البرنامج الكندي للوقاية من الانهيارات الثلجية على الطرقات
إطلاق انهيار ثلجي وقائي في جبال الروكي الكندية (فيديو باللغة الفرنسية)
سر بسيارتك في منطقة الانهيارات الثلجية على أوتوستراد الترانس -كنديان
يرتكز تاريخ كندا على تطوير وسائل النقل على طول المجاري المائية أولا ومن ثم على الطرقات.
البحيرات والأنهار شكلّت الطرقات الأولى في كندا وكان السكان الأصليون من الهنود الحمر يتنقلون عليها بالقوارب صيفا ومشيا على الأقدام شتاء. وقد حذا المستعمر الفرنسي حذو السكان الأصليين وبدوره كان يستخدم الأنهار والبحيرات كوسيلة للنقل.
وظلّ القارب لوقت طويل وسيلة النقل الوحيدة في كندا. وكان يتجنب المستوطن الفرنسي في القرن السابع عشر اجتياز الغابات خلال فصل الشتاء بسبب غزارة الثلوج. حتى في الصيف لم يكن المستوطن الفرنسي يلج هذه المناطق خوفا من أن يقع فريسة لإحدى قبائل السكان الأصليين .
وظلّت كندا من دون طرقات لزمن طويل ولم تكن هناك سوى مسارات قصيرة ضيقة وملتوية لربط القرى ببعضها البعض. وتأخرت كندا بالمقارنة مع أوروبا في تعبيد طرق صالحة لتسير عليها مركبات تجرّها الجياد أو غيرها من الحيوانات.
إن بناء طرقات فعلية في كندا بدأ عن طريق برنامج سمي “برنامج الأعمال الالزامية” الذي كان يجبر المستوطنين على صيانة الطرقات المتاخمة لممتلكاتهم.
وكان يُجبر المستوطنون الأقل ثراء على العمل من ثلاثة إلى عشرة أيام في السنة في صيانة طرقات البلدية. وتمَّ فيما بعد الاستعاضة عن هذه الأعمال الاجبارية بدفع غرامة مالية سنوية للبلدية أو لمحلة الإقامة.
في العام 1606 تمَّ بناء أول طريق مستقيم في كندا. وهو مسار مؤلف من ستة عشر كيلومترا قرب مدينة بور رويال في نوفا سكوشا. وقد خصصت هذه الطريق لأغراض عسكرية.
في العام 1734 تمَّ بناء طريق “روا” التي ربطت بين أكبر مدينتين في كندا في ذلك الوقت, مونتريال وكيبيك. وكان يستغرق اجتياز المائتين والسبعة والستين كيلومترا التي تفصل بين المدينتين أربعة أيام بالسيارة في حين يستغرق اجتياز هذه المسافة اليوم حوالي ساعتين.
في مطلع القرن التاسع عشر, زادت الاحتياجات على صعيد البنى التحتية للطرقات. ولما كانت التكلفة تفوق قدرة البلديات على سدادها وُضعت غرامات للمرور. ومنذ ذلك التاريخ وجدت الطرق ذات الرسوم وقد بدأ هذا الإجراء في كندا والولايات المتحدة الأميركية في آن معا.
وأدت طرق الجباية بعد عدة سنوات إلى ولادة ما يعرف باحتكار الطرق. فقامت بعض المؤسسات التجارية باحتكار أجزاء كبيرة من الطرقات الرئيسية وقامت أخرى باحتكار أجزاء صغيرة, في شكل أصبحت معه القرى متاهة حقيقية وذلك طيلة أكثر من قرن. وقد انتهى كل ذلك مع وصول السكك الحديدية إلى كندا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
ازدهرت شبكة السكك الحديدية حتى مطلع القرن العشرين ولم تعد الطرق تستخدم إلا للتنقل داخل المناطق. وآلت حالة الطرقات إلى تدهور مضطرد بعدما أهملت كما تخلّت الحكومة عن مشاريع بناء طرقات جديدة وذلك حتى تاريخ تطوير السيارة في مطلع القرن العشرين.
تتسبب حوادث السير في كندا بمقتل نحو من 2000 شخص و 16500 جريح ( 10 الاف حالة خطيرة) سنويا علما أن اجمالي عدد السكان في البلاد هو 37 مليون نسمة. ما يعني أن هناك نحوا 5.2 قتلى لكل مائة ألف مواطن. ويبلغ العدد في فرنسا 7.5 وفي ألمانيا 6 وفي فنلندا وهولندا 5 وإذا كان عدد قتلى حوادث السير أقل في هذه الدول الأوروبية مما هو عليه في كندا فإن حالات الوفاة بحوادث السير في الولايات المتحدة تفوق بكثير عدد ضحايا هذه الحوادث في كندا إذ هناك أربعة عشر قتيلا لكل مائة ألف مواطن أميركي.
وتجدر الإشارة إلى أن من العوامل التي تفسر تدني عدد حوادث السير في كندا بالمقارنة مع الولايات المتحدة: السيطرة والوعي الكامل أثناء القيادة, الحملات الدعائية الداعية إلى حسن القيادة واحترام قوانين السير بالإضافة إلى حالة الطرقات الجيدة.
فحتى العام 1925 لم تكن أي طريق تسمح باجتياز البلاد من شرقها إلى غربها. وكان يوجد أجزاء طرق متناثرة هنا وهناك وغير مرتبطة ببعضها البعض. وكان القطار هو الوسيلة الوحيدة لعبور كندا من الهادئ إلى الأطلسي. وقد رغب الطبيب بيري دوليتيل من تورنتو في الترويج لفكرة الطريق الوطنية. وهكذا قرر هذا الطبيب في العام 1925 أن يجتاز كندا على متن سيارة فورد من موديل تي بتجهيزات خاصة. وقد استنفذ الدكتور دوليتيل وشريكه في القيادة كل الحيل من أجل انجاح مهمتهما. فكانا حينما يصلان إلى طريق مسدودة يقومان بتبديل عجلات السيارة بعجلات أخرى صالحة للسير على قضبان السكك الحديدية.
وهكذا وعبر القيادة على السكك الحديدية استطاع هذان الكنديان أن يجتازا كندا لأول مرة من شرقها إلى غربها على متن السيارة.
2131-
إن ألفين ومائة وواحد وثلاثين سيارة فقط كانت مسجّلة في كندا في العام 1907.
50000-
هو عدد السيارات التي كانت تسير على الطرقات الكندية عشية الحرب العالمية الأولى في العام 1914.
خمسة و عشرون مليون
هو مجموع عدد السيارات الموجودة اليوم في كندا لسبعة وثلاثين مليون نسمة وهو العدد الأكبر من نوعه في العالم نسبة إلى عدد السكان.
إن عدد السيارات تضاعف في كندا منذ السبعينيات.
فبفضل هذه الخطوط, يمكن لسائقي السيارات في كل أنحاء العالم تحديد ما إذا كانوا يسيرون في الاتجاه الصحيح من الطريق أو الاتجاه الخطأ. تخيّل الارتباك والحوادث التي كانت ستقع لولا وجود خطوط على الطريق!
إن هذه الخطوط لم تبصر النور إلا بعد ثلاثين عاما على وجود السيارة. أمر قد لا يُصدّق ولكنه صحيح, إذ لم يكن هناك أي خط مرسوم على الطريق قبل العام 1930. وعمد السائقون لسنوات عدة إلى لفت انتباه تحذير السيارات الأخرى إلى وجودهم عبر استخدام أبواق سياراتهم أو هز الأجراس. هذا ويعود لمواطن كندي شرف ابتكار هذه الخطوط ذات الفائدة.
ففي العام 1930, ارتأى المهندس جون د. ميلر الذي يعمل في وزارة النقل في حكومة أونتاريو رسم خطوط على جزء صغير من الطريق السريع الذي يقع على الحدود بين مقاطعتي كيبيك وأونتاريو مما أدى إلى الأمور التالية:
. تراجع عدد حوادث السير بشكل كبير.
. انتشار سريع لخبر الابتكار الكندي.
. في العام 1933 أصبحت الخطوط البيضاء هي القاعدة في كل أنحاء أميركا الشمالية.
. في العام 1940 اعتمدت كل بلاد العالم تقريبا نظام الخطوط على الطرقات.
وطرأت مع مرور الوقت تعديلات على هذه الخطوط فتمت إضافة خطوط متقطعة للتجاوز وخطوط مزدوجة في المنحنيات.
القيادة خلال فصل الشتاء في كندا
هل تختار السيارة أو النقل المشترك؟
أجمل خمس طرقات بانورامية شاملة الرؤية في الغرب الكندي
قيادة سيارة أثناء عاصفة ثلجية في كندا
قيادة سيارة في تورنتو, أكبر مدينة كندية