تمتلك كندا شبكة طيران متطورة جدا ولديها 1594 مطارا معتمدا كبيرا وصغيرا.
في كندا أيضا 1700 مدرج لاستقبال الطائرات المتخصصة بالوجهات الشائكة والغابات القاحلة.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك نحوا من 3000 موقع لا تقصده غالبا سوى الطائرات المتخصصة بالوجهات الريفية المقفرة. ويهبط الطيّار في كثير من الأحيان في هذه المواقع على مسؤوليته الخاصة.
في الواقع, يمرّ 94 بالمائة من الركاب و97 بالمائة من البضائع عبر ستة وعشرين مطارا رئيسيا في البلاد تابع لشبكة المطارات الوطنية.
إن مطار تورنتو وهو المطار الرئيسي في البلاد, هو واحد من مطارين فقط في أميركا الشمالية (الآخر هو مطار جون كينيدي في نيويورك) اللذين يقدّمان رحلات إلى قارات العالم الست.
في العام 2018, استقبلت المطارات الكندية مائة وخمسة وخمسون مليون مسافر. بعد ان كان هذا العدد مائة وثلاثة عشر مليون مسافر في العام 2011.
وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تبدو مرتفعة إلا أن نسبة التنقلات الهامة التي يجريها الكنديون بالطائرة لا تتعدى الخمسة بالمائة.
وعندما يتعلّق الأمر بالتنقل بين المدن الكندية الكبرى, فإن الكنديين يفضّلون الراحة التي توفرها السيارة لرحلات برّية تتعدى مسافتها الخمسمائة والألف كيلومتر. ويتجنب العديد منهم السفر بالطائرة بسبب التكلفة المرتفعة نسبيا للتذاكر.
يهبط ما يقرب من ثلث الطائرات في مطار تورنتو.
إن كثافة الرحلات في مطار تورنتو تشكّل فائدة كبرى لشركات الملاحة الجوية, ولكن هذه الإفادة هي أقل بالنسبة إلى المسافر الكندي الذي يجبر على تغيير الطائرة للوصول إلى وجهته النهائية. وهناك شكوى دائمة من عدم وجود رحلات مباشرة حتى بين مدينتين يتعدى عدد سكان كل واحدة منهما المليون نسمة. إنه أمر غريب حقا!
لعّل تحقيق الربح في شبكة الطيران الكندي شكّل تحديا كبيرا منذ بداية نشاط الملاحة الجوية في البلاد. ففي الواقع وعلى الرغم من أن كندا هي ثاني أكبر دولة في العالم من حيث المساحة الجغرافية, إلا أن عدد سكانها لا يتعدى الاربعة والثلاثين مليون نسمة ما يعني أن هناك أربعة وثلاثين مليون مسافر محتمل داخل البلاد.
يعود تاريخ شكوى الكنديين من عدم تطوير شبكة الطيران في بلادهم إلى أكثر من خمسين عاما. ويبدو أن الحال لن تتغير لعدم وجود منافسة.
على الرغم من وصول نظام تحرير الملاحة الجوية إلى سماء قارة أميركا الشمالية قبل ثلاثين عاما إلا أن ولوج شركات الملاحة الجوية الأجنبية للأراضي الكندية لا يزال محدودا. وهكذا فإن الخيار أمام المسافر الكندي محدود للغاية عندما ينوي السفر داخل حدود البلاد.
على صعيد آخر, يوجد في البلاد مؤسستان وطنيتان للملاحة الجوية فقط هما الخطوط الجوية الكندية وخطوط الويست جيت. يضاف إليهما نحو من خمسين شركة طيران اقليمية لكنها في غالبيتها صغيرة جدا.
كل هذا يتسبب بارتفاع تكلفة تذاكر السفر بالطائرة لا سيما في ما يتعلّق بالرحلات إلى الشمال الكبير ذي الكثافة السكانية المنخفضة. ومع ذلك, لا يملك أبناء هذه المنطقة في كثير من الأحيان خيارا آخر سوى النقل الجوي بسبب ارتفاع تكلفة بناء الطرق والسكك الحديدية.
. اير كندا وشركاؤها الاقليميون الذين نقلوا نحوا من 61 مليون مسافر.
. ويست جيت التي نقلت أكثر من 25 مليون مسافر.
. بورتير ايرلاينز, الخطوط الجوية الأهم في شرق البلاد وهي أقّلت في رحلاتها 2.1 مليون مسافر
1- مطار تورنتو الدولي- 33 مليون مسافر
2- مطار فانكوفر الدولي- 17 مليون مسافر
3- مطار مونتريال الدولي- 14 مليون مسافر
4- مطار كالغيري الدولي- 13 مليون مسافر
5- مطار ادمنتون الدولي- 6 مليون مسافر
Trafic aérien de passagers aux aéroports canadiens – Statistique Canada
المطارات الكندية الرئيسية. وزارة النقل الكندية
خرائط المطارات في كندا للطيارين. مركز ناف لخدمة الملاحة الجوية
اقلاع طائرة تابعة لخطوط اير كندا في مونتريال
صناعة الطيران وقطاع الملاحة الجوية هما عصب الاقتصاد في البلاد, ويعززان دور كندا في العالم.
. تأتي كندا في المرتبة الرابعة في تصنيع الطائرات بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.
. صناعة الطيران الكندية هي واحدة من الاوائل في العالم ليس على صعيد الطائرات التي تصّنعها فحسب وإنما أيضا على صعيد الخدمات التي تقدّمها للشركات.
. تنفرد كندا في تصنيع عجلات الهبوط وهي توفرها لكبريات شركات الطيران المدني في العالم من طائرات الايرباص
إلى طائرات البوينغ 787.A380
. حصلت كندا منذ عشرين عاما على مكانة لها في سوق الطائرات التي تشتمل على مائة مقعد أو أقل.
كندا رائدة في تدريب الطيارين في مجال صيانة الطائرات. توفر كندا احدي أكثر برامج الطيران المدني شمولاً وأماناً في العالم.
تعود الخبرة الكندية في مجال صناعة الطائرات إلى الحرب العالمية الأولى. فبفضل ارتباطها الوثيق بالمملكة المتحدة وتحت ضغط مستلزمات الحرب, حققّت كندا تقدما ملحوظا في مجال الطيران. وفي نهاية العام 1918 قامت كندا بتصنيع 2900 طائرة مقاتلة وطائرات تدريب ونحو ثلاثين طائرة برمائية.
بين الحرب العالمية الأولى والثانية لم تضع كندا أدواتها في تصنيع الطائرات بعيدا وهي كانت على أهبة الاستعداد عندما استدعتها انكلترا لمساعدتها من جديد في العام 1939.
قامت حينها كندا بتجميع 16 ألف طائرة عسكرية بينها 10 ألاف أرسلت إلى إنكلترا. وغادرت الطائرات الأخرى إلى الولايات المتحدة ومنها ما بقي في البلاد لاستخدامها في تدريب الطيارين.
صناعة الطيران الحربي الكندي خلال الحربين العالميتين. الحكومة الكندية
اير كندا: تأتي في المرتبة الخامسة عشرة بين شركات الطيران في العالم وتمتلك 400 طائرة. أسست في العام 1937 تحت اسم خطوط ترانس- كندا الجوية.
برات أند ويتني كندا: تصّنع هذه الشركة محركات الطائرات والمروحيات العالية الأداء. وتعّد واحدة من أكبر ثلاث مصنعين لمحركات الطائرات بعد جنرال الكتريك في الولايات المتحدة ورولز رويس في إنجلترا..
كندير: هذا الفرع من بومباردييه للطيران كان السباق في انتاج طائرة مصممة خصيصا لإطفاء حرائق الغابات.
سي آي أي:CAE
هذه الشركة هي الأولى في العالم في مجال تصنيع أجهزة محاكاة الطيران في الطيران المدني والعسكري. وتدرّب الشركة من خلال شبكتها التي تضم سبعة وعشرين مركزا أكثر من مائة و خمس و ثلاثون ألفا من أفراد طاقم الطيران المدني والعسكري.
إن كلا من المنظمة الدولية للطيران المدني ومنظمة النقل الجوي الدولي, الاياتا, موجودتان في كندا.
تأسست منظمة الطيران المدني الدولية في مونتريال في مقاطعة كيبيك في العام 1947. وتضع هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة معايير الحركة الجوية ومعايير تقاسم ترددات أجهزة الراديو. كما تقوم المنظمة بتحديد البروتوكولات التي ينبغي اتباعها أثناء التحقيقات في الحوادث الجوية.
تجدر الإشارة إلى أنه لا ينبغي الخلط بين منظمة الطيران المدني ومنظمة الاياتا. وهذه الأخيرة هي اتحاد خاص لشركات الطيران.
وتدافع منظمة الاياتا عن مصالح 290 مؤسسة تمثل 82 بالمائة من حركة نقل الركاب العالمية. وتقوم المنظمة أيضا بإطلاق رموز من ثلاثة أحرف على المطارات ورموز أخرى من حرفين على شركات الملاحة الجوية.
وفقا للبعض يعود تاريخ بدء كندا بلعب دور هام في عالم الطيران المدني والتجاري إلى العام 1949.
في تلك السنة, صنّعت كندا طائرة ركاب نفاثة متوسطة المدى قادرة على بلوغ سرعة تصل إلى ثمانمائة كيلومتر في الساعة. وأطلق على هذه الطائرة اسم الطائرة النفاثة أفرو وصنّعتها شركة افرو ايركرافت في كندا.
حلّقت الطائرة النفاثة أفرو لأول مرة في الفضاء في العاشر من شهر آب/أغسطس من العام 1949. ولسوء الحظ, كانت سبقتها إلى التحليق في الفضاء بأيام قليلة طائرة نفاثة انكليزية الصنع.
الطائرة البريطانية المنافسة هي الطائرة الشهيرة كومت التي انتجتها شركة هافلاند في العام 1949 والتي تمّت إزالتها من حركة الملاحة الجوية بعد سنوات قليلة بعد سلسلة من الإخفاقات المأساوية.
في العام 1949 سبقت طائرة الركاب النفاثة كومت بتحليقها في الفضاء الطائرة الكندية آفرو بثلاثة عشر يوما. ما كان كافيا لجذب انتباه كافة وسائل الإعلام عبر أنحاء العالم لتصبح طائرة كومت لبعض الوقت أشهر طائرة نفاثة.
بعد الشهرة السريعة التي حققتها الطائرة النفّاثة, تقدّم الملياردير الأميركي هوارد هوغ بعرض لتصنيع طائرة أفرو نفاثة لاستخدامها في بلاده. ولكن عدم اهتمام الحكومة الكندية بالمشروع أدى إلى وقف الانتاج في العام 1951 ومن ثم إلى تدمير الطائرة النفاثة الوحيدة في البلاد.
اتحاد الصناعات الجوية في كندا.
État de l’industrie aérospatiale canadienne 2019 – Gouvernement du Canada
صناعة الطائرات في كندا. الموسوعة الكندية
Apollo 11 et le savoir-faire canadien – RCI
Industrie aéronautique – Radio-Canada
شاهد
صناعة الطائرات في كندا. يوتيوب
صناعة الطائرات في كندا. يوتيوب
أفاد الكنديون مما يوفرّه النقل الجوي في مجال عبور المسافات الشاسعة والبراري الواسعة. ومع ذلك فإن حركة نقل الركاب نمت ببطء في البلاد بالمقارنة مع أوروبا والولايات المتحدة.
في نهاية العشرينيات من القرن الماضي, كان من الممكن من الناحية التقنية السفر على متن الطائرة من محيط إلى آخر بأقل من عشرين ساعة وبأمان كلي. إلا أنه لم يكن توجد بعد في ذلك الوقت بشكل فعلي خطوط جوية تؤمن السفر داخل البلد الواحد.
في العام 1928 ولعدم وجود مبادرة من القطاع الخاص, قررت الحكومة الكندية أن تأخذ الأمر على عاتقها. فقامت بتأسيس خطوط ترانس- كنديان (اير كندا حاليا) عبر تجميع طائرات من شركات الطيران الاقليمية التي لم تكن تملك في بعض الأحيان غير واحدة أو اثنتين من الطائرات الصغيرة.
من دون هذه المبادرة للحكومة الكندية, لم يكن ليتحقق سفر المواطن الكندي على متن الطائرة قبل الحرب العالمية الثانية.
في نهاية العشرينيات من القرن الماضي لم تكن البنية التحتية للمطارات قد تطورت في البلاد. وكان الهدف الملح في ذلك الوقت هو بناء شبكة من المطارات من الهادئ إلى الأطلسي. وحظيت عشرون مدينة عبر أنحاء البلاد بالدعم اللازم لإقامة البنى التحتية اللازمة لتطوير هذه الشبكة. هذا وعمدت الحكومة الكندية فيما بعد إلى تطوير سلسلة من المطارات المتوسطة للهبوط في حالات الطوارئ.
في نهاية العشرينيات من القرن الماضي بدأت الحكومة الكندية تضع في أولوياتها الوطنية تطوير الطيران المدني في البلاد, لأن جمع الكنديين يعني الحفاظ على الوحدة في البلاد وتنميتها.
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية, أدركت كندا ضرورة بناء نحو من مائة وخمسين مطارا عسكريا صغيرا في كافة أنحاء البلاد وخاصة بالقرب من السواحل. وقررت الحكومة تحمّل المسؤولية المالية الكاملة للمطارات البلدية, هذه المسؤولية التي ستأخذها الحكومة على عاتقها لأكثر من أربعين عاما.
هذا وتستمر الحكومة الفدرالية إلى اليوم ولأسباب متعلّقة بالسلامة العامة, بإدارة نحو من أثني عشر مطارا في مناطق القطب الشمالي المعزولة.
قليل من التاريخ
إن أول تحليق بالطائرة في كندا قام به جون ماكوردي في العام 1909 في مقاطعة نوفا سكوشا. ففي الثالث والعشرين من شباط/ فبراير من العام 1909 حملت عربة جليد تجرّها الخيل طائرة ” سلفر دارت ” على خليج باديك المتجمد, يقودها مصممها الرئيسي جون ماكوردي, لترتفع الطائرة في الفضاءعند التجربة الثانية وتحلّق مسافة نحو كيلومتر واحد على ارتفاع يتراوح بين ثلاثة وتسعة أمتار وبسرعة بلغت نحو خمسة وستين كيلومترا بالساعة لتكون السلفر دارت أول طائرة تحلّق في الأجواء الكندية.
وفي العام 1915 كان جون ماكوردي على رأس المشاركين في بناء أول مطار كندي في مدينة تورنتو.
اشتهرت كندا في العالم على أنها مبتكرة عدة أنواع من الطائرات الشهيرة السبّاقة. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية ذاع صيت طائرة نورث ستار أي نجم الشمال وهي طائرة ركاب ذات أربع محركات.
وقد سمحت هذه الطائرة لشركات الملاحة الجوية الكندية بأن تفتتح وجهات جوية باتجاه أوروبا وآسيا.
صنّعت شركة كنداير الحكومية طائرة نورث ستار التي تعّد نسخة مصّغرة من طائرة ” دي سي فور ” التي هي واحدة من أفضل طائرات النقل العسكرية الأميركية في ذلك الوقت.
وستستخدم طائرة دي سي ستة الأكثر حداثة بعض الكترونيات الطيران الجديدة المستخدمة في طائرة نورث ستار, علما أن الطائرتين مصنوعتان في أميركا. ومعروف عن طائرة نورث ستار بأنها متينة إلا أنها تحدث ضجيجا قويا.
في العام 1951, نفّذت طائرة نورث ستار أول رحلة من مونتريال إلى باريس. لتحمل طائرة نورث ستار في وقت لاحق ركابها الكنديين إلى مدن سيدني وطوكيو وهونغ كونغ.
لقطة جوية لمطار غاندر التقطت في الحادي عشر من سبتمبر 2001. ونشاهد عدة طائرات على المدرج مغادرة إلى الولايات المتحدة. (سلطات مطار هاليفاكس الدولي)
يقع مطار غاندر في أقصى الشرق الكندي في جزيرة نيوفاوندلاند في وسط المحيط الأطلسي. تميّز هذا المطار على أنه أكبر مطار في العالم وشهد بين عامي 1940 و1960 نشاطا جويا استثنائيا.
في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي, وفي مرحلة الرحلات الأولى العابرة للأطلسي, كانت الرحلات الجوية تتم على متن طائرة برمائية. ونظرا لمداها المنخفض , كانت هذه الطائرات التي تقلع قبالة سواحل انكلترا تهبط بعد بضع ساعات في نوفا سكوشا وهو أقرب مكان على الجانب الآخر من المحيط. وفي هذه المقاطعة الكندية, كانت هذه الطائرات تقوم بالتزود بالوقود لتتابع فيما بعد طريقها إلى بوسطن ونيويورك في رحلة تستغرق من ثلاث إلى خمس ساعات. من هنا كانت نشأة مطار غاندر في المقاطعة المطلّة على الأطلسي.
في العام 1936, بدأ فريق من العمال برسم المدرج الرئيسي لمطار غاندر في هذا المكان المنعزل وغير المأهول على بعد بضعة امتار من الساحل الوعر الذي تعصف به الرياح. وقد اختير هذا المكان نظرا لموقعه الاستراتيجي على طول المعبر الجوي للمحيط الأطلسي.
في العام 1940, وبعد مرور عامين على افتتاحه, صنّف مطار غاندر على أنه أكبر مطارات العالم
لعب مطار غاندر الكندي دورا طليعيا خلال الحرب العالمية الثانية خصوصا أنه كان يشتمل على أربعة مدارج معّبدة. وهو شكّل نقطة الانطلاق باتجاه أوروبا لآلاف الطائرات العسكرية في أميركا الشمالية.
وبذلك احتضن هذا المطار إحدى أهم القواعد العسكرية في البلاد. وتمركز فيه طوال فترة الحرب وفي شكل دائم ما لا يقل عن عشرة آلاف جندي أميركي وبريطاني.
رست في مطار غاندر الدوريات المضادة للغواصات التي كانت مخصصة لمطاردة الغواصات الألمانية في شمال غرب المحيط الأطلسي.
كذلك عمدت قوات البحرية الملكية الكندية إلى تطوير جهاز راديو مختص بالسفن الحربية داخل مطار غاندر. وكان سلاح البحرية الكندي يستخدم هذا الجهاز للتنصت والكشف عن تحركات غواصات العدو وسفنه.
مطار متميز
بعد النزاع المسلح من العام 1939 إلى العام 1945, توّسع الدور الذي لعبه مطار غاندر على الساحة الدولية. فتم خلال الحرب الباردة تعزيز منشآته العسكرية كذلك بدأت شركات الطيران المدني الكبرى بينها خطوط ترانس-كندا الجوية تقدّم رحلات عابرة للأطلسي تتوقف كلها في مطار غاندر قبل الوصول إلى وجهة السفر النهائية.
خلال الخمسينيات من القرن الماضي, شكّل مطار غاندر أحد المطارات الدولية الأكثر ازدحاما في العالم لدرجة أنه كان يلّقب “بملتقى العالم
اليوم ومع ظهور الطائرات النفاثة, لم يعد مطار غاندر يشهد ازدحاما علما أنه لا زال يلعب دورا هاما. إذ يعّد مركز غاندر للمراقبة واحدا من مركزين للمراقبة الجوية (الآخر موجود في غرب إيرلندا). وينفرد هذان المركزان بتوجيه حركة الملاحة الجوية في شمال المحيط الأطلسي. وهكذا فإن كل طائرة متوجهة إلى أوروبا أو إلى أميركا الشمالية لا بد لها أن تبقى على اتصال بأحد هذين المركزين. وتجدر الإشارة إلى أن هناك نحوا من ربع مليون طائرة تجتاز فضاء الأطلسي كل عام ويندرج أسم مركز غاندر للمراقبة الجوية بالخط الأحمر على كل خرائط الملاحة الجوية التي تكون بحوزة الطيارين الذين يقودون هذه الرحلات.
تحوّل مطار غاندر خلال هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 إلى “قارب نجاة” بالنسبة إلى الطيران المدني الدولي في شمال الأطلسي. في ذلك اليوم وبعدما أقفل الفضاء الأميركي أمام الملاحة الجوية, قام مطار غاندر باستقبال تسع وثلاثين رحلة في غضون ساعتين وقد لازمت هذه الطائرات مطار غاندر لأربع وعشرين ساعة على الأقل. وقد بلغ اجمالي عدد الركاب في ذلك اليوم 6122 أما أفراد طاقم الطائرات فبلغ عددهم 473 شخصا.
في هذا الوقت وعلى الساحل الغربي لكندا, استقبل مطار فانكوفر الذي بني في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي, 8500 شخص من ركاب وأفراد في طواقم الطائرات.
هذا ولا يزال المدرج الرقم 21/03 في مطار غاندر يلعب دور مدرج الطوارئ لمكوك الفضاء الأميركي.
Gander commémore le 11 septembre 2001 – Radio-Canada
Pourquoi les codes d’aéroports canadiens commencent-ils par un Y?
هبوط طائرة في مطار غاندر. يوتيوب
تقّصر الطائرة المسافات في البلد الذي يأتي في المرتبة الثانية بين دول العالم من حيث المساحة الجغرافية لا سيما في الشمال الكبير الذي تغطيه الثلوج من تسعة إلى عشرة شهور في السنة ولا تعود هناك أثار لأي طريق تربط ما بين نحو من ستين قرية يعيش فيها مائة وعشرون ألف نسمة.
وعلى الرغم من فوائد الطائرة العديدة إلا أنها ليست دائما بأسعار جيدة واستخدامها لا يوفر الراحة بالضرورة. وهناك عدة أمور يجب أن تعرفها قبل أن تغامر في المجال الجوي الكندي!
يوجد نحو من أربعين بالمائة من الأراضي الكندية في ما يُسمى بالشمال الكبير وهي المنطقة الواقعة إلى الشمال من خط العرض 60 على بعد ثلاثة آلاف كيلومتر من القطب الشمالي. وفي هذه المنطقة الشاسعة, تعود ملكية شركتين للملاحة الجوية إلى الإنويت أي شعب الاسكيمو والشركتان هما: خطوط الإنويت والفرست اير. وتوّفر هذه الخطوط الجوية رحلات في شكل منتظم إلى نونافيك في الشمال الكيبيكي الكبير.
إذا قررت أن تسافر على متن هذه الخطوط عليك ان تحرص على الوصول في الوقت المحدد لإقلاع الطائرة, لأنك قد تنتظر اسبوعا كاملا حتى يحين موعد الرحلة القادمة.
على سبيل المثال ، تقدم Air Inuit ، التي توفر الرحلات بين مونتريال وكوجواك (أكبر مجتمع في نونافيك) ، رحلتين أسبوعيتين فقط.
يشكو الكنديون أكانوا من سكان الشمال الكبير أو من سكان المناطق الواقعة في الجنوب منذ سنين طويلة من التكلفة الباهظة للسفر بالطائرة. ويحسد المواطن الكندي جاره الأميركي الذي يستفيد من تخفيضات على أسعار تذاكر السفر في بلاده.
إن ثمن تذكرة السفر بالطائرة في كندا يفوق بكثير ثمنها في البلدان الأوروبية أو في الولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال فإن سعر تذكرة السفر من مونتريال إلى يولونايف أو من تورنتو إلى يلونايف , ذهابا وإيابا, يتراوح 1000يورو أي نحو 1500احتكارات شركات الخطوط الجوية
يوجد في كندا شركتان وطنيتان كبيرتان تحتكران الملاحة الجوية في البلاد مما يحّد من المنافسة ويتسبب بارتفاع أسعار تذاكر الطائرة. وفي الوقت الحالي تسيطر كل من الخطوط الجوية الكندية اير كندا وويست جيت على ثمانين بالمائة من سوق الملاحة الجوية داخل البلاد. وتشير المعلومات إلى أن نحوا من عشرة بالمائة من المسافرين الكنديين يختارون التوجه بسياراتهم إلى أقرب مطار أميركي للإفادة من الأسعار المخفّضة للرحلات الدولية هناك.
في العام 2013, فضّل خمسة ملايين مسافر كندي السفر انطلاقا من أحد المطارات الأميركية محفزين بالسعر المنخفض لتذكرة السفر بالمقارنة مع سعرها في بلادهم.
ونتيجة لذلك فإن عدد الأشخاص الذين يستقلّون الطائرة انطلاقا من الأراضي الكندية يتقلص مما لا يساعد على الإطلاق في تخفيض اسعار تذاكر الطائرة في كندا بل على العكس يساهم هذا الأمر في محافظة هذه التذكرة على سعرها المرتفع بالمقارنة مع الولايات المتحدة.
وثمة عامل آخر يفسر السعر المرتفع لتذكرة الطائرة وهو تعدد الضرائب من كل نوع وهي في تزايد مطرد منذ نحو عشرين عاما!
. بحسب منظمة الإياتا, يفوق شراء تذكرة سفر في كندا بنسبة ستين بالمائة سعرها في الولايات المتحدة. ويبلغ معدّل ارتفاع ثمن التذكرة في كندا ما قيمته 232.50 دولارا سنة 2017بالمقارنة مع سعر التذكرة ذاتها في الولايات المتحدة.
. وتعتبر شركة اير كندا من جانبها بأن تكاليف عمليات هبوط الطائرات وتحسين المطارات والملاحة الجوية وتدابير سلامة وأمن المطارات هي مرتفعة في كندا بنسبة 229 بالمائة بالمقارنة مع الولايات المتحدة.
تراجعت شعبية كندا لدى السياح الأجانب بصورة جزئية بسبب النظام الضرائبي غير التنافسي في مطاراتها. وبينما حلّت في المرتبة الثامنة في قائمة الدول التي قصدها أكبر عدد من السيّاح في العام 2002, تراجعت كندا اليوم إلى المرتبة الخامسة عشرة.
زحمة ركاب في مطار كالغيري الدولي في ألبرتا في الغرب الكندي. (هيئة الإذاعة الكندية)
حتى في ايامنا هذه, يجب ألا يغرّك السعر الأساسي المعروض من قبل شركات الطيران لتذاكر السفر. وقد تدفع ضعف السعر المعروض بعد إضافة الضريبة لذا عليك أن تدقق في السعر قبل الشراء.
إنه إعلان في إحدى الجرائد, إلا أنه ليس السعر النهائي كما قد يتهيأ لك! فعندما تضاف إليه الرسوم المختلفة يرتفع هذا السعر سريعا جدا:
. أولا, تفرض شركة الطيران ضريبة قدرها عشرون دولارا لخدمات المراقبة الجوية.
تضاف إليها رسوم تحسين البنية التحتية للمطارات. وفي مونتريال تبلغ هذه الرسوم، . سنة 2013 ، 15 دولارا للمسافر الواحد.
. وضريبة أخرى قدرها 24 دولارا لخدمات أمن المطار.
. تضاف 3 دولارات يدفعها المسافر لتغطية كلفة التأمين على السرقات.
. وختاما يضاف إلى الفاتورة مبلغ سبعة دولارات ونصف لتغطية الزيادة في أسعار الوقود.
. يبلغ اجمالي التكاليف المضافة: 69,50
. ليصبح سعر التذكرة الحقيقي: 169,50
في العام 2012 تدّخل القضاء الكندي وفرض احترام مبدأ “التسعيرة النهائية” على أسعار تذاكر السفر بالطائرة. وفي الواقع, لا يعني هذا الأمر بالضرورة وبحسب القانون بأن السعر المُعلن يتضمن تكاليف الخدمات الاختيارية للمسافر مثل التسلية على متن الطائرة (8 دولارات) والسماعات (5 دولارات) والمأكل (10 دولارات) والمشرب (5 دولارات) والرسوم على الحقائب (20 دولارا).
وعندما تضاف كل هذه المبالغ على السعر الأساسي للتذكرة (100 دولار) فإن الفاتورة ترتفع إلى 217 دولارا.
رحلة سعيدة في الفضاء الكندي
إذا ذهبت في يوم من الأيام إلى أقصى الشمال الكندي وبالتحديد إلى مدينة يلونايف عاصمة الأقاليم الشمالية الغربية التي يبلغ مجموع سكانها 15 ألف نسمة, لا تفوّت عليك زيارة واحد من أشهر المعالم السياحية في المدينة وهو نصب تذكاري لطياري الوجهات المقفرة الذي يوجد على بعد خطوات من المطار.
وقد شيّد النصب على أعلى صخرة في المدينة لتكريم جميع الطيارين الذين ضحّوا بأرواحهم لتبقى الملاحة الجوية في الشمال الكبير قائمة ويستمر تحليق الطائرات في تلك البقعة المعزولة عن العالم. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من مائة طيار قضوا أو فقدوا منذ تاريخ بدء الرحلات الجوية إلى هذه المنطقة المقفرة النائية أي منذ نحو تسعين عاما.
, A 300وقبل وقت طويل من عصر طائرات ال 747 وطائرات الاير باص
وعلى متن طائرة مكشوفة السقف في غالب الأحيان, كان على الطيار أن يتغلب على كل تحديات الطيران بما لديه من وسائل داخل هذه الطائرة, وكان عليه أن يتكيف مع البرد القارس في القطب الشمالي وأن يعتاد على الأماكن البريّة الموحشة.
يمثّل طيار الوجهات المقفرة بشجاعته وتحديه للطبيعة كل كندي عاش في هذه البلاد. فهذا الطيّار على غرار كل كندي, هزّته, دفعته وصفعته رياح الشتاء وأعمت بصره الثلوج المتساقطة بغزارة وأبطأت خطواته, ولكنه في كل مرة ينجح في تحدي الصعاب ولا يرضخ للمستحيل…
يمارس طيارو الوجهات القاحلة والمقفرة إحدى أكثر المهن خطورة في العالم. وفي العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي, كانت الرحلات التي يقومون بها محفوفة بالمخاطر يواجهون خلالها اقصى الظروف الجوية. لم تكن طائراتهم مجّهزة لتحمّل البرد القارس لذلك كانت تتعطل في غالب الأحيان. وكان هؤلاء الطيارون يحلّقون خلال طقس جليدي داخل قمرة قيادة غالبا ما تكون معرّضة لكل العناصر من دون مساعدة على الملاحة ولا جهاز راديو ومع خرائط بدائية. على الأرض ليس من مدرج لهبوط الطائرة ولا منارات مضيئة ولا مرآب لإجراء أعمال الصيانة والتصليح.
طيّار يسلّم زميله فْرِد ستيفنسون رسالة في العام 1927. (ارشيف مطار وينيبيغ الدولي)
يعود تاريخ أول رحلة لطيّار إلى المناطق القاحلة في القطب الشمالي في كندا إلى العام 1927. إذ يقوم مستثمر من مدينة وينيبيغ عاصمة مقاطعة مانيتوبا بتوظيف أول طيّار في شركة الملاحة الجوية التي أسسها مؤخرا. والعقد الأول هو عبارة عن سلسلة رحلات بين بحيرة كاش وفورت تشرشل وهما بلدتان صغيرتان يفصل بينهما نحو من مائتي كيلومتر.
قام فريدريك ستيفنسون وهو طيّار عسكري سابق بسبع وعشرين رحلة, ذهابا وإيابا, في خلال ثلاثين يوما في شهري آذار/مارس ونيسان/ابريل من ذلك العام. وبلغت المسافات التي قطعها ستيفنسون في رحلاته 10 آلاف كيلومتر شحن خلالها سبعة آلاف كيلوغرام من المعدّات وأربعة عشر رجلا لبدء أعمال الحفريات لبناء مرفأ تشرشل على خليج هادسون في مانيتوبا.
وجرت المهمة الجوية الثانية لفريدريك ستيفنسون بين شهري آب/أغسطس وتشرين الأول/أوكتوبر من العام 1927. وسيتجاوز الطيار الكندي هذه المرة في رحلاته العشرين ألف كيلومتر في ظرف ثمانية وعشرين يوما محملا ثلاثة وعشرين طنا من المعدات. وتجدر الإشارة إلى أنه حتى ذلك التاريخ لم تكن بعد أية طائرة في أميركا الشمالية قد نقلت على متنها هذه الحمولة الثقيلة.
وفي الخامس من كانون الثاني/يناير من العام 1928 كان يقوم فريدريك ستيفنسون باجراء اختبار على طيارته من طراز فوكير في مطار وينيبيغ بعد تصليحها. الإقلاع كان ممتازا ولكن الطائرة اصطدمت عند الهبوط مما أدى إلى مقتل ستيفنسون على الفور.
في نهاية الحرب العالمية الأولى, كان يعتبر معظم الكنديين بأن الطيران هو نشاط عسكري أو تسلية غير هادفة.
أظهر ستيفنسون عبر الرحلات الجوية الهادفة التي قام بها بأنه يمكن للطائرة أن تكون مفيدة في وقت السلم أيضا.
وقد أظهرت رحلاته لشركات الصناعات المعدنية بأن كلفة إرسال المعدّات بالطائرة هي أقل من كلفة نقلها على أكتاف الرجال في قلب منطقة التُندرا.
بعد الإنجازات التي حققها ستيفنسون, سمحت الطائرة للمساحين من القطاع العام برسم خرائط لمناطق شاسعة لا نهاية لها من الأراضي والأنهار في الشمال. كما ساعدت الطائرة الشركات التي تصّنع الورق على تحديد أماكن الأحراج ومحميات الغابات وكذلك أفادت شركات استخراج المعادن من الطائرة التي حملّت على متنها المُنقبين إلى أماكن معزولة للغاية.
تسع طائرات تابعة للطيران الحربي الكندي تحلّق على ارتفاع منخفض في مدينة ريجينا في مقاطعة ساسكتشوان في العام 2008. (الصحافة الكندية/تروي فليس)
صقلت كندا صناعة الطائرات المتخصصة بالوجهات المقفرة والتي تتميز بإقلاع وهبوط بوقت قصير. ويوجد هذا النوع من الطائرات عبر أنحاء العالم. وتجدر الإشارة إلى أنه نظرا لوجود كندا قرب القطب الشمالي فإن صناعة الطائرات في كندا ركزّت على إيجاد تقنية ناجعة لحل المشاكل التي قد تتعرض لها الطائرة خلال عمليات الهبوط والإقلاع الوجيز في المناطق المقفرة.
في العام 1947, أوكل الفرع الكندي لشركة هافلاند الطيار الكندي الشهير بانش ديكينز مهمة إنجاز طائرة مثالية قادرة على مقاومة كل التحديات في الغابات القاحلة ومناطق الأدغال. فكانت ولادة طائرة بيفر, واحدة من أكثر الطائرات فائدة وأمانا.
وبعد طائرة بيفر صدّرت كندا طائرات صغيرة إلى سائر أنحاء العالم وهذه الطائرات هي: أوتير, التوأم أوتير, الكاريبو, بافالو وأخيرا الطائرة الشهيرة داش 7.
إن ابتكار طائرات الإقلاع والهبوط الوجيز شكل علامة تجارية حققت شهرة عالمية لكندا في صناعة الطائرات.
إن هذا النوع من الطائرات الكندية ساهم في اختراق كل المناطق البرّية في العالم سواء كانت صحراوية أو جبلية أو في الأدغال والتندرا والمناطق المقفرة.
وهناك طائرة كندية أخرى شهيرة وهي سي أل-125 التي أظهرت فائدتها في عمليات إخماد الحرائق في عدة بلدان.
طائرة تابعة لخطوط كنداير تقوم بإخماد الحرائق في إحدى الغابات الكندية. يوتيوب
إن الطائرة المخصصة للوجهات المقفرة والقاحلة تكون مزوّدة إما بإطارات تُندرا أو طوافتي طائرة مائية أو زلاّجات. ويجب أن يكون بوسع هذه الطائرات الإقلاع والهبوط على مسافات قصيرة. وتجدر الإشارة إلى أن أجنحة هذه الطائرات تكون مثبتة فوق هيكل الطائرة من أجل تجنب خطر الاصطدام بالأرض. وهناك عقبات كثيرة أمام هذه الطائرة أثناء طيرانها مثل الثلوج والجليد والاشجار والصخور والأمواج وغيرها من مكونات المناطق القاحلة.
طيار على طائرة الوجهات البرية الشائكة
ولادة الطيران الخاص بالأماكن المقفرة في كيبيك
هبوط طائرة كندية في إحدى المناطق الكندية المقفرة. يوتيوب
طائرة كندية كلاسيكية للوجهات المقفرة-أقاليم الشمال الغربي في كندا. يوتيوب