تعتبر كندا من بين أكبر الدول البحرية في العالم. فإحدى عشرة مقاطعة من أصل مقاطعاتها وأقاليمها الثلاثة عشر على الأقل تحاذي أحد المحيطات.
فبالإضافة للمحيط الهادي والقطبي والأطلسي لكندا بحر داخلي عنينا بذلك خليج هودسون الذي يقع شمال منطقة البحيرات الكبرى الشهيرة.
فالأراضي (اليابسة) نفسها غائصة في المياه إذ يوجد نحو من مليون جزيرة وثلاثة ملايين بحيرة في كندا. وهو ما يعتبر من الأرقام القياسية على المستوى العالمي. فوجود هذه المياه يسهل التنقل اليومي لما بين 750 إلى 1300 سفينة تجارية فقط في فصل الصيف.
من شهر نوفمبر تشرين الثاني حتى إبريل نيسان غالبية طرق الملاحة البحرية مجمدة بالجليد
أما في فصل الصيف فإن كندا تستفيد بشكل كامل من بعض طرقها النهرية الداخلية التي تعتبر من الأطول حول العالم.
فمجاري هذه الأنهار هي من نفس مستوى الأمازون والنيل والمسيسيبي
فنهر فريزر يمتد على مسافة 1370 كلم والماكنزي أطول الأنهار الكندية على مسافة 4241 كلم.
أما فيما يتعلق بنهر السان لوران وبطريقه البحري الشهير الذي يتعدى مداه أكثر من 3000 كلم فهما يشكلان شبكة مائية تحوي ما يقرب من 20 % من احتياطي المياه الحلوة على وجه الكرة الأرضية.
إذا نظرنا إليهما من الجو فإن البحيرات الكبرى ونهر السان لوران يعطيان كندا شكلها الحالي.
إن نهر السان لوران بدون أي شك وليس الأمازون والمسيسيبي اللذان يملكان أكبر مصب بحري حول العالم.
إن نهر السان لوران ومصبه الضخم هما بمثابة حفرة في قشرة الكرة الأرضية وعادت للارتفاع إلى السطح منذ ما يقرب من 10000 سنة عندما انسحبت الكتل الجليدية من القارة.
مع نهاية الحقبة الجليدية الأخيرة تشكلت البحريات الكبرى. حائط جليدي على امتداد عشرة أمتار انسحب إذا نحو الشمال. وعلى طريقه ترك على الصخور ثلوما ما لبثت أن امتلأت بكميات كبيرة من المياه التي مصدرها ذوبان الجليد.
إن بوسع مياه البحيرات الكبرى أن تغطي 48 ولاية أميركية بعمق ثلاثة أمتار تقريبا.
عظمة البحيرات الكبرى الكندية
إن شبكة النقل على الطريق البحري لنهر سان لوران جذبت إلى محيط البحيرات الكبرى مصانع ورقية ومعدنية وكيميائية ومصانع للسيارات بالإضافة للعديد من الشركات الصناعية التي ساهمت تدريجيا بتلويث مصادر المياه.
ويمكننا اليوم أن نعثر على معادن ثقيلة سامة في مجمل السلسلة الغذائية.
وهي تتصاعد لتطاول سمك البلوغا أو الحفش الذي يؤخذ منه الكافيار والحيتان في مصب نهر السان لوران.
ففي عام 1980 عثرت لجنة دولية مختلطة كندية أميركية على 42 موقعا اعتبرت مثيرة للقلق.
وفي الواقع فإن الأمطار التي تهطل على طول ضفاف البحيرات الكبرى تغسل (تنظف) المياه المبتذلة لعدد من المدن المحيطة بالمنطقة.
على صعيد آخر كان يتوجب مكافحة تلوث الجو.
ندعوك لرؤية
إن وادي السان لوران كان تشغله منذ ما يقرب من مليار سنة هضبة بنفس علو Tibetالتبت حاليا
إن الكتل الجليدية التي انسلخت في أعقاب السخونة التي حدثت منذ ما يقرب من 12000 سنة تركت وراءها بحرا داخليا واسعا هو بحر Champlain الذي بعد انسحابه بدوره منذ نحو من 9000 عام ترك وراءه نهر السان لوران.
لذا فإن بعض سكان ضواحي منطقة مونتريال في مقاطعة كيبك يعثرون غالبا في حدائقهم التي يقيمونها خلف بيوتهم على أصداف بحرية خلال جرفهم للتراب.
Dfn��A� “Arabic Transparent”‘>وفي الواقع فإن الأمطار التي تهطل على طول ضفاف البحيرات الكبرى تغسل (تنظف) المياه المبتذلة لعدد من المدن المحيطة بالمنطقة.
على صعيد آخر كان يتوجب مكافحة تلوث الجو.
ندعوك لرؤية
إن مقاطعة كيبك والساحل الغربي لكندا هما من الأماكن الفريدة حول العالم التي تتيح مشاهدة حيتان على سطح البحر انطلاقا من الضفة.
والحيوان الأكبر حجما في كرتنا الأرضية وهو الحوت الأزرق (rorqual) يبلغ طوله ما يقرب من 25 مترا يتردد على مياه السان لوران.
وحوت (cétacé) الذي يحل في المرتبة الثانية من حيث الحجم هو أيضا من زوار المنطقة. إن الثدييات البحرية تجتذبها مخزونات أغذية هامة تنتشر خاصة في مصب نهر السان لوران العملاق.
وفي بعض المناطق يصبح النهر منخفضا جدا بالقرب من الساحل ما يتيح لنا أن نشاهد باستمرار حيتانا انطلاقا من الضفة.
فالعديد من المرافئ الواقعة على مصب وخليج السان لوران سواء على الضفة الشرقية أو على الضفة الغربية تعرض رحلات يومية خلال الأشهر الدافئة من السنة على متن قوارب مجهزة بمحركات.
منذ عشرين سنة تقريبا تزايدت رحلات مشاهدة الحيتان شعبية في المناطق الصخرية على الضفاف الغربية في مقاطعة بريتيش كولومبيا. كما يمكن مشاهدتها وهي تغوص في عمق المحيط الأطلسي.
ويعيش في المياه الكندية نحو من 33 صنفا من الحيتان من بينها 13 تتعرض للصيد التجاري على مستوى عال.
ومنذ قرار حظر صيد الحيتان لعام 1972 في كندا استعيض عن الصنارة بعدسات الكاميرات
ندعوك لقراءة
Vous aimez les baleines? Lisez nos nombreux reportages sur ces mammifères marins – RCI
كانت قوارب يصنعها السكان الأصليون تحتل لفترة طويلة المركز الأول في وسائل النقل على المستوى الكندي. وغالبية أراضي العمق الكندي كان يمكن بلوغها بواسطة قوارب من قشر الشجر.
وكان هذا النوع من القوارب حتى وصول القوارب المجهزة بمحرك في عام 1820 وسيلة النقل العمومية أي عربة الشعب سواء بالنسبة لسكان كندا الأصليين أو ذوي العرق الأبيض.
وكان الجميع في ذلك الحين يعرفون كيفية صنع قارب السكان الأصليين المصنوع من قشر الشجر وكيف يستخدم وكيف يتم إصلاحه.
قارب المجذاف الكندي المعاصر الذي يمكن شراؤه في مخازن البيع يشبه إلى حد بعيد القارب التقليدي للسكان الأصليين المصنوع من قشر الشجر أو من جذوع الأشجار المجوفة.
إن ميزات خاصة تتوفر للقارب الكندي وهي قعره الواسع وجانباه المائلان قليلا نحو الداخل.
وقشرة شجرة البتولا تعتبر من المواد الرئيسية لصنع الزوارق التقليدية الكندية لأنها ملساء وقاسية وخفيفة ومقاومة ولا ينفذ إليها الماء.
وهذا النوع من الشجر متوفر في غالبية المناطق الكندية.
يتوجب ما يقرب من ثماني إلى اثني عشرة شجرة لصنع قارب وحطبة إلى ثلاث حطبات لإصلاح قارب في الغابة.
إن مفاصل شرائح قشرة البتولا التي يصنع منها القارب تلصق بواسطة جذوع الصنوبر. وهيكل القارب مصنوع عادة من خشب الأرز المغمور بالماء ثم يتم حنيه ليأخذ شكل قارب.
وأخيرا فإن صمغ الصنوبر الممدد بواسطة عصا ساخنة يجعل أماكن اللصق (الخياطة) غير قابلة لاختراق المياه.
أنشا المستوطنون الفرنسيون نحو عام 1750 أكبر مشغل للزوارق في العالم في ذلك الحين.
وأتاح تصنيع القارب بكمية إعطاءه أشكالا متعددة. وفي هذا الوقت تم مثلا تصنيع زوارق طويلة جدا وزوارق فاخرة تلبية لطلب كبار التجار.
وكان ما يعرف بالطراز العالي المستوى بقياس 12 مترا وباستطاعته أن ينقل على متنه بين ستة إلى 12 شخصا بالإضافة لحمولة يقرب وزنها من 2300 كلغ.
وكان هناك أيضا ما يعرف بزورق الشمال الصغير الذي كان باستطاعته نقل خمسة إلى ستة اشخاص بالإضافة لحمولة 1360 كلغ وكان يستخدم للتنقل على البحيرات والأنهار والسواقي صعبة العبور.
ويتم دفع الزورق أو القارب بواسطة مجاذيف ضيقة وبسرعة 45 ضربة في الدقيقة ما يمكن القارب من قطع مسافة 7 إلى 9 كيلومترات في ساعة واحدة.
أما الزوارق السريعة التي كانت تنقل على متنها عددا كبيرا من الركاب وقليلا من البضائع فكان بإمكانها أن تجتاز حتى 140 كلم في 18 ساعة.
خفيف ومطواع وخاصة في الأماكن السريعة فإن هذا الزورق يمكن نقله بسهولة كبرى على الكتفين في حال الحاجة لذلك.
وعندما نحمل زورق التجديف بين نهرين عبر غابة أو حقل فإننا نقوم بما يعرف بالحمل (portage)
يشار إلى أن هناك وسط كندا في مقاطعة مانيتوبا مدينة صغيرة تعرف ب Portage La Prairie
لنكتشف معا
La Course de canot à glace de Québec vue par des dizaines de millions dans le monde – RCI
الرقم 21 هو الرقم الذي يحمله رصيف مرفأ هليفاكس على ضفاف المحيط الأطلسي.
فبين أعوام 1928 و 1971 كان هذا الرصيف المدخل البحري للمهاجرين إلى كندا.
كان بمثابة Ellis Island الكندي
في تلك الحقبة دخل ما يقرب من مليون ونصف مليون مهاجر إلى كندا عبر هذا الرصيف غالبيتهم من القادمين من أوروبا.
وكان معدل رحلتهم بين ستة إلى سبعة أيام.
وشهد رصيف 21 وحدات من الجيش الكندي تغادر البلاد للمشاركة في الحرب العالمية الثانية ومن ثم العودة إليه.
ويعتقد أن هذا الرصيف لعب دورا فعالا في تاريخ الحياة الشخصية والعائلية لنحو من 20 % من الكنديين ممن هم على قيد الحياة حاليا.
وحاليا فالرصيف 21 هو عبارة عن متحف يهتم بالماضي والحاضر والمستقبل فيما يتعلق بالهجرة الكندية. وهو يجذب إليه المولعين بالتاريخ والسلالات.
لنكتشف معا
الرصيف 21 موقع تاريخي .متحف الهجرة
باب الدخول إلى منطقة الأطلسي الكندية
دعونا نشاهد
نهر السان لوران أكبر طريق بحري طبيعي على الكرة الأرضية.
وهو بمثابة ممر لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لآلاف سفن الشحن الوافدة سنويا من مختلف أنحاء العالم.
إنه الطريق البحري الذي يفتح منذ أكثر من 55 عاما وسط أميركا الشمالية على التجارة العالمية.
وتم شق هذا الطريق من قبل سفن يبلغ طولها 220 مترا وعرضها 23 مترا وارتفاعها 35 مترا.
القسم الأول من الطريق البحري يوجد في نهر السان لوران . وهي عبارة عن سلسلة من القنوات وبوابات متحركة من بينها خمسة في الأراضي الكندية واثنان في الأراضي الأميركية.
هذا الطريق البحري يسمح بربط المحيط الأطلسي بجميع المرافئ الكندية والأميركية الهامة الواقعة داخل الأراضي تقريبا وسط المحيط بالقرب من البحيرات الكبرى في أقل من أسبوع.
حوالي 36 مليون طن من البضائع تسلك هذا المعبر كل عام. هذا أقل بكثير من العام القياسي لعام 1988 و 66 مليون طن من البضائع.
*ما يقرب من 4000 سفينة تستخدم الطريق البحري للسان لوران سنويا.
*بسبب الجليد فإن موسم الملاحة يتوقف منتصف شهر ديسمبر كانون الأول ويستأنف أنشطته منتصف شهر مارس آذار
* ما يقرب من 70 % من السفن تستخدم هذا الطريق البحري متوجهة نحو مرفأ أميركي
* يبلغ طول هذا الطريق البحري ما يقرب من 3700 كلم
* ما يقرب من 44 مليون طن من البضائع تنتقل عبر هذا الطريق البحري سنويا وهو ما يعادل أربع مرات زيادة مقارنة بالكمية التي كانت تنتقل عبره منذ خمسين عاما.
* تمثل الحبوب التي تحل في المرتبة الأولى من البضائع المنقولة ما يقرب من 40 % من الحمولة الإجمالية.
وتشرف على إدارة هذا الطريق البحري الحكومتان الكندية والأميركية غير أن كندا هي المسؤول الرئيسي عن تنظيم الأعمال.
كانت الملاحة في نهر السان لوران بمثابة رهان هام أولا بالنسبة للسكان الأصليين ومن ثم بالنسبة للمستوطنين القادمين من أوروبا.
فحتى القرن الثامن عشر كانت السفن في أعالي البحار تستطيع وحدها فقط صعود النهر وصولا إلى مدينة كيبك ، علما أن القوارب الصغيرة في تلك الفترة لم يكن باستطاعتها الوصول إلى مونتريال مثلا بسبب مجاري المياه السريعة.
وتم البدء بالأعمال الأولية لتحسين النقل على النهر منذ عام 1700 مع إنشاء قناة كانت تلتف على مجاري المياه السريعة.
هذه القناة Lachine استدعت جهودا جبارة ومكلفة جدا ولم تنته الأعمال فيها إلا في عام 1825
واستدعى بناء هذه القناة فتح أهم ورشة أعمال في الإمبراطورية البريطانية.
وعندما انتهى العمل في قناة لاشين بلغ طولها 14 كلم وتضم 6 بوابات متحركة لتنظيم تدفق الماء غير أن عمقها لم يكن ليتجاوز مترا ونصف المتر لا غير.
وبفضل قناة لاشين فرضت مدينة مونتريال نفسها بسرعة كمدينة صناعية هامة في كندا.
تزايد الاهتمام ومنذ أواخر القرن الثامن عشر ومن جانبي الحدود (الكندية الأميركية) بإنشاء طريق للملاحة أكثر عمقا على نهر السان لوران وباتجاه البحيرات الكبرى .
وفي عام 1895 شكلت الحكومتان الكندية والأميركية لجنة طرق الملاحة بهدف دراسة المشروع المذكور وبعد مرور سنتين أعلنت اللجنة عن موافقتها على الانطلاق في العمل.
وحتى عام 1904 انطلقت الحفريات بين عدة أقنية من بينها لاشين وويلند ليكون باستطاعتها استقبال القوارب الأكبر حجما.
وفي عام 1932 نفذت الحكومة الكندية سلسلة أخرى من الأشغال على جزء هام جدا وهذه المرة في مقاطعة أونتاريو.
وتجدر الإشارة إلى أنها المرحلة الأولى من إنشاء الطريق البحري أي طريق سان لوران كما نعرفها حاليا.
توتر بين الكنديين والأميركيين
مطلع الخمسينات 1950 مارس الصناعيون الكنديون والأميركيون ضغوطا متواصلة على حكومتي بلديهما لشق طريق بحري أطول وأكثر عمقا.
وكانت التجارة في أوج انطلاقتها خلال السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية غير أنها كانت تتطلب نقل البضائع بمختلف أنواعها لتلبية ازدياد الشهية الاستهلاكية عند السكان.
وكان يتوجب استبدال الأقنية التي كانت قليلة الطول وقليلة العمق بطريق بحري حقيقي غير أن الحكومة الأميركية لم تكن لترغب بالدفع بادئ ذي بدء وأكّدت في المقابل أن على كندا أن تدفع التكاليف.
فهددت الحكومة الكندية من جهتها بأنها ستنشئ الطريق البحري على الأراضي الكندية فحسب.
فإذا لم تكن الحكومة الأميركية راغبة بالدفع فما عليها إلا أن لا تستخدم الطريق . هذا ما أقنع الحكومة الأميركية أخيرا إذ أنها في عام 1954 وافقت على التفاهم مع كندا.
في شهر سبتمبر أيلول من عام 1954 أطلقت الدولتان باكورة الأشغال والحفريات ما كان يستدعي غمر مناطق شاسعة بالمياه ونقل 250 كلم مربع من الأرض بالإضافة لنقل قرى بكاملها. وتم إيواء 6500 شخص في مساكن جديدة كما تم نقل ما يقرب من 550 مسكنا وتم تركيزها في وجهات جديدة.
وفي شهر إبريل نيسان 1959 أصبح السان لوران أول طريق بحري فعلي يربط بين المحيط الأطلسي وقلب قارة أميركا الشمالية.
ندعوك لرؤية
L’ouverture royale de la Voie maritime du Saint-Laurent en 1959 – Radio-Canada
زيارة الملكة إليزابيت لكندا في عام 1959 في إطار التدشين الرسمي للطريق البحري للسان لوران
على مدار القرن العشرين تم بناء سفن شحن عملاقة معروفة Lake Freighters للملاحة في البحيرات الكبرى Ontario, Érié, Huron, Michigan, Supérieur ليس هذا فحسب بل أيضا على نهر السان لوران وصولا إلى المحيط الأطلسي.
تقوم سفن الشحن المعلاقة المعروفة ب Freighters Lake بنقل معدن الحديد من مناجم كيبك ومن لابرادور حتى مصانع الفولاذ الواقعة في منطقة البحيرات الكبرى حيث يتم تصنيع السيارات الأميركية.
وباستطاعة هذه السفن العملاقة نقل ما يقرب من 27000 طن من القمح في رحلة واحدة. وتشكل هذه الحبوب ما يقرب من 40 % من شحنات السفن الكندية العملاقة.
ويحل بعد الحبوب الفحم الحجري ومعدن الحديد والحجر الكلسي.
هذه السفن العملاقة التي يقارب حجمها حجم ناقلات النفط مجهزة بجسم مسطح يشبه جسم سفينة شراعية.
وبين سفن الشحن الحديثة المصنوعة منذ عام 1970 نجد ما يتجاوز طولها 300 متر ويطلق عليها اسم footers. وهي كبيرة الحجم إلى درجة أنها لا تستطيع الملاحة في البحيرات بسبب البوابات المتحكمة بالماء وخاصة الموجودة على السان لوران.
إن المظهر المسطح والطويل لهذه السفن العملاقة يدل على طبيعة العمل الذي تؤديه الا وهو نقل البضائع بحجم كبير عبر سلسلة من بوابات التحكم التي أقل ضيقا بنسبة الثلث من مثيلاتها على قناة بناما.
ويفسر طول فترة استخدام هذه السفن الجبارة وهو ما يقرب من خمسين عاما في بعض الأحيان في جزء كبير منه بنسبة الملوحة الضعيفة للمياه في البحيرات الكبرى ما يتسبب بتآكل أقل منه في مياه المحيطات.
يضاف إلى ذلك انخفاض حرارة المياه التي تسمح بتبريد ممتاز للمحركات.
يشار إلى أن عددا معينا من هذه السفن الصغيرة التي يعود تاريخها لمطلع القرن العشرين ما تزال قيد الاستخدام.
صورة 135
سفينة الشحن Richelieu تعبر الطريق البحري لسان لوران
(Paul Cooledge/1000 Island image)
إنها كمية ليترات المياه التي تتساقط كل ثانية من شلالات نياجارا الشهيرة الأكثر قوة في قارة أميركا الشمالية. ففي كل ثانيتين تصب من الماء ما يعادل محتوى مسبح أولمبي.
وهذا ما يعادل 30 مسبحا أولمبيا في الدقيقة أي 600 في الساعة.
وللتمتع بمشهد هذه المياه عن قرب يمكن الصعود على متن قارب Mid of the Mist وهذه القوارب موجودة لهذا الغرض منذ 1846
هذا القارب الذي ترجم اسمه عن الإنجليزية Ogiara وهي شخصية من الميثولوجيا الهندية يقوم بنقل الركاب حتى الدوامات خلف الشلالات.
ندعوك لمشاهدة
شلالات نياجارا على متن Mid of the Mist فيديو Dailymotion
في التاسع والعشرين من مارس آذار 1848 توقفت شلالات نياغارا فجأة وبدون سبب عن التدفق وتحولت هذه الكمية الهائلة من المياه إلى خيط رفيع.
وكما هو متوقع سارع الناس لمشاهدة هذه الظاهرة الغربية. فمنهم من اعتقد أنها دليل على قرب نهاية العالم. أما آخرون وكانوا أكثر شجاعة فقضوا وقتا ممتعا باجتياز سرير النهر عدة مرات وعثروا على مجموعة من الأشياء في قعر الماء .
ومن هذه الأشياء في قعر نهر نياغارا بنادق قديمة وحراب صدئة وفؤوس قديمة وأدوات مختلفة يعود تاريخا للحرب الكندية الأميركية لعام 1812
وسيتم اكتشاف في عسير النهر أن المياه محجوزة بسبب تشكل حائط من الجليد بارتفاع عدة أمتار وهو ما تسبب بالحؤول دون تساقط المياه.
وبعد نحو من 48 ساعة أي في ليل 31 من مارس آذار انهار الحائط الثلجي وعاد النهر للعبور في عنق الشلالات الشهيرة وعادت المياه للتدفق على طبيعتها.
رغم التقنيات الحديثة مثل الرادارات وأجهزة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية وأجهزة المساعدة على الملاحة المزروعة على طول الضفاف الكندية فإن نهر سان لوران يعتبر من أخطر طرق الملاحة الدولية .
الشواطئ الرملية تنتشر بكثرة والرؤية ما تكون غالبا محدودة وخاصة في فصل الشتاء حيث يمكن للجليد أن يحاصر القوارب ويخرق هيكلها.
وفي أماكن متعددة يتوجب على السفن التجارية التي يزيد طولها على 100 قدم في حال مرورها في السان لوران أن يقودها قباطنة مجازون.
وهؤلاء الأخصائيون في أمن وحماية الأنظمة البيئية النهرية والبحرية حصلوا على إعداد خاص للملاحة في مياه مضطربة حيث قد يتعدى ارتفاع المد والجزر ستة أمتار وحيث التيارات المائية تتحرك في أكثر من اتجاه.
منطقة البحيرات الكبرى التي تعتبر بحرا داخليا فعليا يمكن أن تشكل خطرا على السفن التي تعبرها.
ففيها دفنت مئات القوارب وخاصة التي غرقت في زمن القوارب الشراعية بين أعوام 1750 و1870 خلال أجواء عاصفة أو جراء حرائق أو تصادم.
في خضم المحيط الأطلسي وعلى بعد 300 كلم جنوب هليفكس عاصمة نوفاسكوشيا تقع جزيرة الرمل Île de Sable الرهيبة
فإسمها مرتبط بحطام سفن بالإضافة لوجود خيول وحشية تعيش فيها رغما عنها بعد غرق سفينة أو أكثر أي منذ ما يزيد على 100 عام.
ونتساءل كيف يمكن لهذه الحيوانات والنباتات أن تبقى على قيد الحياة وسط الأمواج العاتية والرياح والعزلة؟ والشيء المؤكد هو أن المكان خطر.
وهنا قبالة الشواطئ الكندية تقع المنطقة البحرية الكندية الأكثر تعرضا لمزاج العواصف.
فهذا الهلال الذي يبلغ طوله عشرة كلم ويدعى مقبرة الأطلسي بسبب الرمال المتحركة شكلته الرياح والتيارات وفيه غرق ما يزيد على 350 سفينة.
وكندا نالت أكثر مما تستحق من مآس وحوادث غرق سواء داخل أراضيها أو على طول شواطئها.
هذا ورغم قلة عدد سكانها الذي لا يتجاوز 400000 نسمة فإن مدينة هليفكس تعتبر أكبر مدينة ساحلية في كندا بعد فانكوفر.
ففي هذه العاصمة الرعوية لمقاطعة نوفاسكوشيا على ضفاف الأطلسي يقع ثالث مرفأ كندي من حيث الحجم وهو أوسع مرفأ للصيد حول العالم وأكبر قاعدة عسكرية بحرية في كندا.
وخلال سنوات عدة بقيت هليفكس غير معروفة بالنسبة للعالم وقد عرفها العالم بأسره في عام 1912 مع غرق السفينة تيتانيك Titanic
غير أن فترة الشهرة التي استغرقت 15 دقيقة جاءت بعد خمس سنوات على الحادث
ففي عام 1917 وتحديدا في السادس من ديسمبر كانون الأول كان مرفأ هليفكس مسرحا لأعنف انفجار عرضي من صنع الإنسان عبر التاريخ.
ففي هذا اليوم الذي سيطر على صباحه الضباب اصطدمت سفينة نروجية بسفينة فرنسية محملة بالمتفجرات ما أسفر عن موت 2000 شخص وإصابة ما يزيد على 9000 شخص بجراح.
وفي وقت كانت فيه الحرب العالمية الأولى ما تزال محتدمة ففي مرفأ هليفكس كانت تتجمع قبل توجهها نحو أوروبا قوافل السفن التي كانت تنقل الجنود الأميركيين والكنديين ومعداتهم المختلفة.
صباح السادس من ديسمبر كانون الأول كان قبطانا سفينتين ينتظران على أحر من الجمر ساعة الرحيل.
وعلى متن قارب إنقاذ بلجيكي راس في المرفأ أضطر القبطان Form لتغيير موعد الرحيل بسبب عملية تفتيش مساء أمس أجبرته على إرجاء الموعد.
وقبالة الشاطئ كانت ترسو السفينة الفرنسية مون بلان وعلى متنها القبطان Aimé Le Medec الذي كان ينتظر الإذن الرسمي بالدخول إلى المرفأ.
القبطان قلق ولم لا فسفينته محملة بآلاف أطنان الأسيد والمتفجرات تي إن تي وقطن البارود والبنزين.
فالمون بلان وهي عبارة عن قنبلة حقيقية عائمة كانت في وضع لا تحسد عليه بسبب غواصات ألمانية كانت تتجول خلسة أحيانا قبالة الشاطئ.
وفي الساعة السابعة والنصف بدأ المون بلان أخيرا دخوله البطيء إلى المرفأ في وقت كانت فيه السفينة البلجيكية ترفع مرساتها.
وهذه الأخيرة التي وجدت نفسها مضطرة للعبور من الجهة الخطأ بسبب وجود السفينة البخارية وقارب جر تقدمت وسط الضباب واتجهت دون أن تدري نحو المون بلان. ورأى القبطانان سفينتهما تقتربان الواحدة نحو الأخرى ورغم سلسلة من صفارات قوية متعددة ومنبهة إلا أنه لم يكن ممكنا تفادي الاصطدام.
ومن شاطئ مدينة هليفكس كان آلاف الأشخاص ينظرون للحادث في وقت كان فيه عمال مصانع وحمالون وأمهات وأطفال يعدون نحو أمكنة تسمح لهم بمعاينة ما كان يجري غير مبالين بالمخاطر المحدقة بهم.
ومن بين الضحايا عامل التلغراف Vince Coleman الذي شاهد عبر نافذة مكتبه الصغير وسط المدينة السفينتين تصطدمان وتحترقان.
وعلى عكس آخرين اعتبر أن الوضع خطير للغاية لأنه كان يعرف أن هذه السفن قد تحوي مواد متفجرة وأنه لم يبق أمامه سوى بضع دقائق للتصرف.
وبدل أن يلوذ بالفرار بقي في مكتبه ليحذر قطارا كان على متنه 700 راكب وهو متوجه نحو ميناء هليفكس.
إنها الساعة التاسعة وخمس دقائق.
وفي الطرف المقابل للهضبة التقط سائق القطار رسالة كولمن فأوقف القطار فورا.
وفي تمام الساعة التاسعة وست دقائق دمر أسوأ انفجار من صنع بشري قبل قنبلتي هيروشيما وناكازاكي مدينة هليفكس حتى أنه دويه سمع على بعد 420 كلم من مكان الانفجار.
وهذا الحادث يعتبر حتى يومنا هذا بمثابة أسوأ كارثة من صنع بشري وقعت على الأراضي الكندية.
ندعوك لقراءة
L’une des plus grandes explosions du monde qui a fait plus de 2000 morts à Halifax – RCI
في عام 1912 أعلنت الصحف أن RMS Titanic وهي سفينة بريطانية تتنقل عبر الأطلسي تابعة لشركة White Star Line لا تقهر. يشار إلى أنها من أفخر السفن وأكبرها على الإطلاق.
غير أن نجاحها لم يدم طويلا إذ اصطدمت في الخامس عشر من إبريل نيسان 1912 بجبل ثلجي على بعد 650 كلم جنوب شرق نيو فاوندلند. فغرقت في أقل من ثلاث ساعات في وقت كانت فيه قد أنهت رحلتها الافتتاحية في المحيط الأطلسي.
فقضى ما بين 1490 إلى 1520 شخصا غرقا في غرق السفينة ما جعل هذا الحادث يعتبر من أكبر الكوارث البحرية وقت السلم على الإطلاق.
وحازت هذه الكارثة على حيز واسع من اهتمام أجهزة الإعلام وخاصة لأنها تسببت بموت العديد من أصحاب الملايين ذوي الشهرة.
وكشفت هذه المأساة عن ضعف إجراءات الإخلاء والعدد غير الكافي من قوارب الإنقاذ على متن كافة السفن في تلك الحقبة.
وكانت إمكانية قوارب الإنقاذ في التيتانيك نحوا من 1178 شخصا بينما كان على متنها 2200 راكب.
وكانت غالبية القوارب التي غادرت التيتانيك نصفها فارغا من الركاب مع الإشارة إلى أن قاربين فقط كانا ممتلئين بالركاب.
في الرابع عشر من إبريل نيسان وفي الساعة 23.40 ارتطمت التيتانيك بصخرة جليدية قبالة جزيرة نيوفاوندلاند في وقت كانت فيه تتقدم بسرعة 40 كلم في الساعة وكانت قد قطعت أيضا مسافة 2700 كلم.
وتسببت الصدمة باهتزاز السفينة فتمزقت لوحات صفائح معدنية وتطايرت المسامير ما تسبب بفتح طريق للماء من بضعة أمتر في هيكل السفينة تحت خط العوم.
تاريخ التيتانيك حكومة نوفاسكوشيا
15 avril 1912 : naufrage du Titanic au petit matin à 600 km au large de Terre-Neuve – RCI
Qui se souvient encore au Canada du naufrage du Titanic? – RCI
غرق لا يستغرق سوى 14 دقيقة
Empress of Ireland سفينة من عابرات الأطلسي تابعة لشركة كنديان باسيفيك والمعروفة بقطارات الركاب.
وكانت الشركة المذكورة تستثمر في تلك الحقبة شبكة للنقل والاتصالات الأوسع حول العالم. ومنذ شهر يناير كانون الأول 1906 كانت السفينة المذكورة تؤمن الرحلان بين كيبك في كندا وليفربول في انكلترا.
Empress of Ireland وتوأمه Empress of Britain كانا من أكبر السفن والأكثر توفيرا للراحة والأكثر سرعة بالنسبة للسفن الكندية (أسطول السفر) الموجودة في الخدمة في المحيط الأطلسي.
والسفن من مستوى Empress هي سفن تعبر الأطلسي من الحجم المتوسط غير أنها لم تكن على مستوى السفن الفاخرة التي كانت تتنازع سوق الرحلات بين نيويورك وأوروبا.
لكنها كانت تؤمن رغم ذلك بكلفة أقل رحلة مريحة للركاب عن طريق قيامها برحلات بين بريطانيا وكندا.
وكانت بحجم 168 مترا على 20 مترا.
في التاسع والعشرين من مايو أيار 1914 وفي تمام الساعة 16.30 غدرت السفينة المذكورة مرفأ مدينة كيبك وبعد تسع ساعات فقط غرقت في مصب السان لوران على بعد بضعة كيلومترات فقط من مدينة ريموسكي الكيبكية. كانت تلك أكبر عملية غرق في تاريخ كندا.
وكان قيطان السفينة هنري كندالا وكانت تقوم برحلتها 192 على الأطلسي.
ففي ليل التسع والعشرين من مايو أيار 1914 ونحو الساعة 1.55 وبينما كانت السفينة تتقدم وسط الضباب ارتطم بها قارب نروجي ينقل الفحم وسط مدخنتيها.
فأطلق قارب نجاة لكن السفينة انهارت بسرعة على جانبها ما جعل مناورة الإنقاذ مستحيلة فما كان إلا أن غرقت هذه السفينة في غضون 14 دقيقة لا غير.
وبسبب السرعة التي غرقت فيها السفينة كان من المستحيل استخدام قوارب النجاة ة وبينما كانت حرارة مياه السان لوران بين صفر وأربع درجات طيلة السنة تم إنقاذ 465 شخصا من أصل ركابها 1477 .
وتسببت حادثة الغرق هذه بأقل ضحايا من التيتانيك 1513 قتيلا من أصل 2208 ولوزيتانيا 1198 من أصل 1257 . غير أن نسبة الضحايا كانت أكثر ارتفاعا من التيتانيك.
ومنذ عام 2009 تم تعيين موقع غرق السفينة Empress of Ireland موقعا تاريخيا في كنديا.
ندعوك لاكتشاف
L’Empress of Ireland, une histoire oubliée. Musée virtuel du Canada
ندعوك لقراءة
Le naufrage oublié du paquebot Empress of Ireland dans le fleuve Saint-Laurent – RCI
SSEdmund Fitzgerald سفينة شحن أميركية تعمل في منطقة البحيرات الكبرى وتنقل غالبا معدن الحديد الكندي نحو منشآت صناعة السيارات الأميركية.
وفي وقت تدشينها في 8 يونيو حزيران 1958 عرفت بأنها السفينة الأكبر التي تتنقل في البحيرات الكبرى.
وهذه السفينة عملاق من الحديد والفولاذ بطول 222 مترا طولا والتي كان يعتبرها العديد بأنها لا تقهر وصامدة في وجه الصعوبات.
غير أنها غرقت فجأة مساء يوم من أيام الخريف وسط عاصفة ما أسفر عن مقتل طاقمها وعدده نحو من 29 شخصا. وكانت السفينة بقيادة قبطان ذي خبرة.
هذه المأساة تتسبب حتى يومنا هذا باستعادة ذكرى حزينة بالنسبة للعديد من الكنديين الذين يروونها بين عائلاتهم.
ومن بين أكبر الأغاني الكندية بالإنجليزية The Wreck of the Edmund Fitzgerald (L’épave de l’Edmund Fitzgerald), يذكر بحادثة الغرق.
وهي من تأليف Gordon Lightfoot أحد أشهر المغنين الكنديين.
في العاشر من نوفمبر تشرين الثاني 1975 كانت سفينة الشحن هذه في طريقها نحو مدينة ديترويت الأميركية في ميشيغان وعلى متنها حمولة يبلغ وزنها 26000 طن من معدن الحديد.
وكانت سفينة شحن ثانية تحمل اسم أرثور م. أندرسون تتبعها على بعد عدة كيلومترات.
وبينما كانتا تقطعان بحيرة Supérieur انطلقت عاصفة شتائية هوجاء والتي اعتبرت لاحقا من أهم الظواهر الطقسية في القرن العشرين في أميركا الشمالية .
فتواجهت السفينتان مع أمواج بلغ طولها نحو من 7 أمتر ورياح بقوة 125 كلم في الساعة فما كان منهما لتلافي الوقوع في هذا الجو العاصف إلا أن غيرتا اتجاههما والبحث عن ملجأ على مقربة من الشاطئ الكندي.
*ففي الساعة 19.10 أرسل المشرف على جهاز الراديو في سفينة الشحن إدموند فيتزجيرالد آخر نداء استغاثة لحرس الشواطئ يعلمهم فيه بأن السفينة ما زالت تقاوم
وفي الساعة 19.20 لم تعد السفينة أرثور أندرسن تشاهد السفينة فيتزجيرالد على شاشة الرادار ولم تعد تتلق استجابة
وفي الساعة 20.32 أعلم بحارة السفينة أرثور أندرسون خفر الشواطئ الأميركيين بقلقهم فما كان منهم إلا أن انطلقوا على متن سفينة شحن أخرى للبحث عن أحياء.
تم العثور على حطام السفينة إدموند فتزجيرالد بعد أسبوعين من غرقها وقد انشطر قسمين وغمرته وحول تحت 160 مترا من الماء.
غير أن السبب الحقيقي للغرق لم ينجل مطلقا.
وقد سيقت مجموعة من النظريات والاحتمالات منها أمواج عاتية غرق جزئي داخل كمية كبيرة من الوحول تسببت بتمزيق الأسافين
أما الفرضية الأكثر احتمالا فكانت لوحات الأسافين غير المغلقة بشكل جيد قد سمحت بتسرب المياه تدريجيا حتى غرق السفينة.
ندعوك لسماع
أغنية غوردون لايتفووت ومشاهدة صور عن غرق السفينة إدموند فيتزجيرالد
The Wreck of the Edmund Fitzgerald
نهاية السفينة فيتزجيرالد
اندمج في المغامرة على البحيرات الكبرى بالإنجليزية
شحن بضائع على سفينة عملاقة في البحيرات الكبرى
تعتبر هذه المنصة من أكبر المنصات نصف العائمة للتنقيب عن النفط في أعالي البحار.
ووقت حصول المأساة كانت تقوم بحفر بئر في منطقة Grands Bancs على بعد 267 كلم شرق عاصمة نيوفاوندلند سينت جونز لحساب شركة موبيل.
وليل الخامس عشر من فبراير شباط 1982 انطلقت عاصفة هوجاء ورياح عاتية تجاوزت سرعتها 145 كلم في الساعة تصاحبها أمواج بارتفاع 18 مترا على الأقل ما تسبب بغرق طاقم المنصة العائمة بأكملهم تحت الأمواج.
حملت مسؤولية غرق المنصة العائمة لعامود من مياه البحر تغلغل لصالة القيادة عن طريق نافذة مكسورة ما تسبب بعطل كهربائي.
فما كان من المنصة العائمة إلا أن فقدت توازنها ما تسبب بغرقها.
ومع فقدان السيطرة على الكوابح التي تتحكم بتوازن المنصة العائمة في بحر هائج انقلبت هذه المنصة في بضع ثوان وحدث ما حدث.
إن هذه المأساة وقعت بتتابع أحداث صغيرة غير ذات أهمية بمفردها.
يضاف إلى ذلك غياب التدخل السريع والفعال.
وفي أعقاب هذه المأساة حصلت تعديلات كبيرة حول القواعد العائدة للطرق والإجراءات المتعلقة بإعداد المشرفين على سلامة العاملين في البحار.
ندعوك لرؤية
غرق المنصة العائمة Ocean Ranger-15 فبراير 1982
أقله ستة أشهر في السنة ترسل مراكز عمليات إزالة الجليد التابعة لخفر السواحل الكندية كاسحات جليد وترشد السفن الموجودة في المياه الجليدية.
وفي فصل الشتاء تفرض الشروط المناخية القاسية التي تلقي بثقلها على ثلاثة محيطات تحيط بكندا أي الأطلسي والقطبي والهادي تحديات كبيرة على السفن التي يتوجب عليها أن تتفادي الجبال الجليدية القاتلة المحتملة الوجود .
وفي مطلع فصل الشتاء يكون المحيط الأطلسي عادة مضطربا.
فكتل الجليد التي يبلغ علوها ما يقرب من مترين وتلال المياه التي يبلغ ارتفاعها ما يزيد على ستة أمتار أحيانا غالبا ما تكون موجودة في مياه شمال شرق الشاطئ الكندي من نيوفاوندلند وصولا إلى خليج السان لوران.
إن الملاحة في نهر السان لوران لا تخلو من مخاطر معينة في فصل الشتاء حيث لوحات الثلج القاسية تنفصل من ضفاف النهر.
وهي على هذا النحو تشكل مخاطر بالنسبة للسفن بالإضافة لكونها بمثابة أرضيات مناسبة للفيضانات.
ولكندا أطول ساحل في العالم وهو بقياس 244000 كلم غير أننا نجد على طول الضفة الشرقية التي تمتد على بضعة آلاف كلم خدمات الإنقاذ الأساسية لخفر السواحل الكندية.
ندعوك لاكتشاف
في عام 1985 حرك إرسال كاسحة ألغام أميركية في الممر الشمال الغربي دون إذن إلى المقدمة قضية سيادة كندا على منطقة القطب الشمالي.
ثلاث دول ومن بينها كندا مشهورة بكاسحات الجليد فيها. النروج تملك الأسطول الأكثر حداثة بينما تمتلك روسيا الأسطول الأقوى وفي الغالب تستطيع كاسحات الألغام هذه أن تمر عبر الجليد الضخم (السميك) حيث لا تستطيع كاسحات الألغام المرور.
وكندا تملك 14 كاسحة ألغام من أصل 110 كاسحة ألأغام حول العالم 19 منها تملكها قيادة خفر السواحل الكندية واثنتين لشركات مناجم أو شركات نفطية. وتتنوع كاسحات ألغام خفر السواحل بين ثقيلة ووسطية وخفيفة.
إن كاسحة الجليد الكندية الأقوى هي بدون شك لويس سان لوران التي تبلغ قدرتها 14000 طن غير أنها أصغر حجما من كاسحات الجليد النووية الروسية وعددها أربع كاسحات.
وبشكل إجمالي فإن كاسحات الجليد الكندية تبحر في مياه الجنوب في الشتاء وفي القطب صيفا.
ورغم أن كاسحة الجليد الكندية لويس سان لوران قد توجهت إلى خليج هودسون في شهر ديسمبر كانون الأول غير أن أية كاسحة ألغام كندية أخرى بإمكانها عبور مياه القطب الشمالي خلال فصل الشتاء القاسي الذي يستمر من نوفمبر تشرين الثاني حتى مايو أيار من كل عام.
إن كاسحات الألغام التابعة لخفر السواحل الكندية تم تصميمها لتلبي الحاجات المعينة التالية أي تسهيل التنقل على البحيرات وفي البحر وفي الأنهار والحفاظ على الأقنية التي تشكل الطريق البحري للسان لوران مفتوحة أو سالكة تعزيز تموين القطب الشمالي وترسيخ أنشطة التنمية الاقتصادية فيه.
منذ التسعينات وبسبب القلق المتزايد على الذوبان السريع للقبعة القطبية والمناقشات المحيطة بقضية السيادة على منطقة القطب الشمالي يتزايد الإهتمام حول غياب وسائل النقل المناسبة في تلك المنطقة.
وبما أن كاسحات الألغام توجد حاليا في صلب استراتيجية التنمية لإقليم الشمال الكندي الكبير فإن أسطول خفر السواحل الكندي في تطور كبير.
فالسفن الصغيرة أو القديمة سيتم استبدالها خلال السنوات القليلة المقبلة بسفن أكثر قدرة وفي منطقة عمل أوسع.
كاسحة الجليد التي يعرفها الكنديون أكثر من غيرها NGCC Amundsen
منذ تدشينها، تلعب كاسحة الجليد هذه دورا هاما جدا في مجال تفعيل العلوم في منطقة القطب الشمالي .
وقد أصبحت بمثابة منصة عائمة متحركة للباحثين الكنديين وزملائهم الأجانب لأنها تملك بنى تحتية وتجهيزات علمية تسمح بالدخول للمحيط القطبي لم يسبق لها مثيل.
منذ السبعينات 1970 أضحت كندا سباقة في استخدام الحوامات التي تستخدم ككاسحات جليد في الأنهار.
ولكسر الجليد تقوم هذه الحوامات المجهزة بوسائد هوائية والتي ابتكرها كنديون معتمدة على سرعة تسمح لها بتشكيل موجة تدفعها نحو الأمام شبيهة بالموجة التي تصنعها القوارب التقليدية عندما تتقدم بسرعة على الماء.
وبما أن قشرة الجليد قاسية فإن الموجة التي تدخلها الحوامة تحت الجليد تتسبب في كسر السطح الجليدي.
وباحتفاظه بسرعة جيدة يستطيع سائق الحوامة أن يبقي على هذه الموجة تحت الجليد لمسافة تتعدى عدة كيلومترات.
غير أن ضعف الوسائد الهوائية التي تمتلكها حوامات كسر الجليد فإنها لا تستخدم سوى في أنواع معينة من الأسطحة المجلدة.
ونستطيع استخدام هذه الحوامات المجهزة بوسائد هوائية في التجلد الربيعي بهدف الحؤول دون الفيضانات وتخفيض احتمالات تشكيل التراكمات الجليدية.
بين أعوام 1876 و1899 بنت كندا ثلاث سفن من نوع كاسحات الجليد.
ووضعت في الخدمة في منطقة تفصل كندا القارية عن مقاطعة جزيرة البرنس إدوار وتمتد بضعة كيلومترات .
وفي عام 1900 خرجت كاسحات الجليد الكندية الحقيقية من الورش البحرية.
وهي Champlain , Montcalm وأسماء الكاسحات تذكر بالتراث الفرنسي لكندا وخاصة في مقاطعة كيبك.
ومهمة كاسحات الجليد هذه في الممرات الأكثر ضيقا في نهر السان لوران أن تكسر الجليد والمسدات التي كانت تتسبب بفيضانات سنويا في تلك الحقبة.
وفي العشرينات 1920 تم استخدام كاسحة جليد للمرة الأولى في القطب الشمالي الكندي.
وكانت مهمتها تموين السكان الأصليين والمجموعات المنعزلة بالسلع والخدمات خلال فصل الصيف القصير.
كما استخدمتها كندا أيضا لدعم بالمستندات مطالبها بالسيادة على ممر الشمال الغربي والأرخبيل القطبي.
وخلال السنوات العشر الماضية تم فتح مرفأ تشرشل الشمالي بهدف تصدير الحبوب للمنطقة.
وتم إرسال كاسحات ألغام بهدف تأخير اختناق هذه الأراضي بالجليد لأكثر وقت ممكن.
ندعوك لاكتشاف
Brise-glace canadien de recherche arctique. Université Laval
الكرة الأرضية من أدناها إلى أقصاها تحلم يوما بوجود مر صالح للملاحة يقطع القطب الشمالي.
وبسبب ذوبان الثلوج فإن الممر الشمالي الغربي يمكنه أن يصبح في مستقبل قريب بعض الشيء طريقا أقل كلفة من قناة بناما مثلا.
وفي الوقت الحالي فإن الشاحنات الجبارة لشرق آسيا تعاني صعوبات في تسليم البضائع إلى شواطئ الغرب ومن ثم نقلها بالقطار أو الشاحنات أو قطع مسافات طويلة في المحيطين الهندي والأطلسي لتصل أخيرا إلى الضفة الشرقية.
فممر الشمال الغربي بنقص 7000 كلم من الطريق دون الاضطرار لنقل البضائع من وسيلة نقل إلى الأخرى.
وحاليا فإن الممر الشمالي الغربي ما يزال طريقا بحريا قليل الاستخدام. وهو يمتد على عدة مئات من الكلومترات ويتكون من سبع أقنية موزعة على مئات الجزير الكندية.
يعتبر الباحثون في وزارة النقل الكندية أنه بالرغم من ذوبان الجليد فإن الشروط ليست واضحة كل الوضوح للسماح بأنشطة اقتصادية منظمة على طول ممر الشمال الغربي.
وهناك مجموعة من الباحثين العاملين في وزارة البيئة الكندية يعتبرون أن التيارات المحيطية المعقدة ووجود مساحات جليدية واسعة والتنوعية القصوى للشروط الجليدية من سنة إلى أخرى تجعل الممر الشمالي الغربي أقل اجتذابا على المدى القصير مقارنة بالطرق التقليدية.
ويوجد حاليا قليل من المنشآت المرافئية في القطب الشمالي الكندي.
في عام 1906 السنة التي جرت فيها أول رحلة في ممر الشمال الغربي وفي عام 2005 تم ما يقرب من 104 رحلات غالبيتها لأسباب مراقبة عسكرية أو التنقيب عن المناجم ومن هذا المنطلق بدأ قطاع سياحة الرحلات البحرية بالاستثمار في المنطقة.
وفي الواقع فإن شركات الرحلات البحرية الكندية أصبحت أكثر فأكثر نشاطا في منطقة الشمال الكندي الكبير.
وعلى طريقة مثيلاتها التي تتيح سفرات على طول شواطئ ألاسكا فإنها كانت تستخدم كاسحات جليد روسية قديمة أو تصنع سفنا بهياكل مدعمة في سبيل اكتشاف الإمكانات السياحية التي يسمح بها ممر الشمال الغربي .
خلال سنة 2017، مرّ بهذا المعبر 23 باخرة، أكثرهم بواخر ترفيه. البواخر التحارية العابرة لأوروبا واسيا تقتصد 700 كلم باعتمادها لهذا الممر.
إن أكبر شركات العبارات هي سيلينك (أوروبا) والدانيش ستيت ريل وواشنطن ستيت فيريّز أما في كندا في la British Columbia Ferry Corporation
وهي تعتقد أنه بإمكانها أن تجني أرباحا مالية في كندا إذ أن 20 % من سكان كندا أي ما يقرب من سبعة ملايين شخص يقيمون في المناطق الساحلية حيث وجود هذه العبارات لا يمكن الاستغناء عنه.
خلال السنوات الخمسة و الثلاثين الماضية احتلت الجسور مكان العبارات.
يشار إلى وجود خدمتي عبارات تبحر في المياه المالحة والتي لا يمكن استبدالها في مستقبل قريب.
أولا، الشركة الحكومية BC Ferry Corporation تقدم رحلات على طول الهادي. وتملك في بريتيش كولومبيا منحوا من 35 عبارة بإمكانها نقل ما يقرب من 27000 راكب ويتوزع عملها على 49 خطا على طول الشاطئ.
ونقاط النزول التي تستخدمها هي من الأكثر ازدحاما حول العالم.
وتملك الشركة بالإضافة لذلك أكبر أضخم عبارات بدفع ازدواجي.
وباستطاعة لك منها نقل 1500 راكب بالإضافة ل360 سيارة موزعة على ثلاثة جسور.
وتستخدم شركة مارين أطلنتيك الحكومية 18 قاربا على طرق بحرية بين نيوفاوندلاند وجزيرة البرنس أدوار ونوفا سكوشيا ونيو برنزويك وولاية مين الأميركية. وهذه الشركة تمتلك الأسطول الكثر تنوعا.
بعض هذه العبارات الأكثر سرعة لا تتعدى ثلاثين مترا وهذه العبارات التي بطول 148 مترا يمكنها نقل ما يعادل 39 قاطرة تنقل بضائع.
هذا وتوجد عبارات عملاقة يمكنها أن تنقل 1100 راكب وسياراتهم أو شاحناتهم .
وتستخدم بعض السفن في العديد من المحطات البحرية الصغيرة على طول الشاطئ.
والبعض الآخر تتنقل بين 100 مرفأ صغير في نيوفاوندلاند ولبرادور والتي لا علاقة لها في بعض الحالات بالعالم الخارجي.
إن أكبر العابرات في عصرنا الحالي تستخدم نظام دوران يسمح بتحميل وتفريغ السيارات في وقت قصير جدا عبر أبواب خلفية أو أبواب جانبية.
ورغم أن الإسكندنافيتين يدعون بأنهم أوائل المبتكرين غير أن أول عابرة حسب مبدأ الدوران هي موتور برنسيس التابعة لكنديان باسيفيك التي انطلقت في عام 1923 في إسكيمالت في بريتيش كولومبيا.
وختمت هذه العبارة خدمتها مع شركة بريتيش كولومبيا فيري كوربوريشن في السبعينات 1970 تحت اسم بيندر كوين.
الBlue Nose القارب الشراعي الأكثر سرعة في العالم
هواة جمع الطوابع يعتقدون أن طابع عام 1929 أحد أجمل الطوابع الكندية
(WR MacAskill)
الBlue Nose القارب الشراعي الأكثر سرعة في العالم
في أعقاب الحرب العالمية الأولى فوجئ الكنديون بأنهم يملكون القارب الشراعي الأسرع في العالم.
ألا وهو الأنف الأزرق
ففي عام 1920 وفي أعقاب موسم صيد لسمك القد في Grands Bancs في نيوفاونلاند أصبح مركب شراعي من نوفاسكوشيا شهيرا عندما فاز بسباق غير موسمي بين صيادي مقاطعات البراري الكندية وإنجلترا الجديدة في الولايات المتحدة.
وخلال السنوات السبع عشرة اللاحقة لم يتمكن أي قارب من تجاوز ال Blue Nose.
وفي أعقاب ذلك شارك هذا القارب في مساقات دولية عديدة.
فمثل كندا في عروض دولية ومنعا معرض شيكاغو الدولي 1933 .
وبعد عامين انطلق نحو انجلترا حيث مثل كندا في اليوبيل الفضي للملك جورج الخامس.
وأثر في حقبته بشكل منقطع النظير إلى درجة أن الحكومة الكندية أصدرت طابعا تخليدا له في عام 1929.
وحل الإهمال بقوارب الصيد خلال الحرب العالمية الثانية وفي عام 1942 تحول البلو نوز إلى قارب لنقل البضائع في الكاريبي. وقد غرق بالقرب من هاييتي في عام 1942.
كافة الكنديين يعرفون ال Blue Noze لأنه يظهر على قطعة عملة معدنية كندية بعشر سنتات لعام 1937
كما نراه على بعض لوحات تسجيل السيارات في نوفا سكوشيا واليوم يمكننا أن نجد نسخة فاخرة الصنع عن القارب القديم باسم البلو نوز 2
ويبحر كل فصل صيف نحو عدة مرافئ في دول متعددة ويحيي فخر الكنديين الذين خلال 17 عاما كان بحوزتهم أسرع قارب شراعي حول العالم.
ندعوك لقراءة